لا ميديا -
لم تكن عملية «إسلام أبو حميد» سوى امتداد للتاريخ النضالي للعائلة التي لديها شهيد وخمسة أسرى في سجون الاحتلال. استشهد أخيرا ناصر أبو حميد، بسبب الإهمال الطبي في السجن. هذا يجسد صورة الصمود الفلسطيني، ونموذجا للتضحية العظيمة على طريق نضال الشعب الفلسطيني لانتزاع حريته. 
في الاعترافات التي نشرها الاحتلال للشاب إسلام أبو حميد، الذي حكم بالمؤبد قال: «قصدت ضرب وحدة الكرز، دوفدوفان أو المستعربين».
وعندما سأله المحققون كيف عرف اسم «الكرز». قال: «لدي تسعة أشقاء. لقد أطلقوا النار على أخي ناصر في عام 1990، وأصيب بجروح بالغة. وفي أيار/ مايو 1994، قتلوا أخي عبد المنعم. وحُكم على أربعة آخرين بالسجن مدى الحياة، وأُلقوا القبض على شقيق آخر وألقوه على الأرض وضربوه. لذلك قررت الثأر، وزاد اهتمامي بهذه الوحدة المتخصصة في قتل المطلوبين. تعلمت التعرف عليهم من ملابسهم والأقنعة والخوذات، وطريقتهم في حمل الأسلحة».
في إحدى ليالي أيار/ مايو 2018 كانت قوات من جيش الاحتلال تقتحم مخيم الأمعري للاجئين في قضاء رام الله. «استيقظتُ على صراخ الجنود، ورأيتُ أنهم من وحدة دوفدوفان. صعدتُ إلى السطح، وعندما رأيتُ أنه لم يكن هناك جنود في المكان التقطت لوح الرخام ووضعته على السقف. عندها اختبأ الجنود تحت الدرج، وعندما خرج أحدهم باتجاه البوابة، ألقيت عليه اللوح وسمعت أصواتا وصراخاً، وأدركت أنني أصبته في رأسه».
المحكمة العسكرية للاحتلال حكمت عليه بالسجن المؤبد ودفع تعويض مالي بقيمة 258 ألف شيكل.
بعد أيام قليلة من صدور الحكم، وتحت جنح الظلام، تسللت آليات تابعة لقوات الاحتلال إلى مخيم الأمعري برام الله، وهدمت منزل عائلته للمرة الخامسة.
وفي كل مرة يهدم فيها الاحتلال المنزل تدوي في وجوههم صرخة سنديانة فلسطين، الحاجة أم ناصر: «أنا قوية وشامخة، فليهدموا ونحن سنبني، لا نتعب من جرائم عصاباتكم، ونحن في تحدٍّ معكم حتى النهاية، سنبني مهما هدمتم. لو بنهد للمرة الـ20 بهدهم، وما بنهد».