لا ميديا -
«لقد قاتلنا وضحينا من أجل بلدنا وكرامتنا، وسنبقى نقاتل من جوف زنازيننا وما بقي لنا من العمر. إن السجن لم يسيطر علينا، والسجان الذي يقيد أيادينا تحول إلى سجين في حياتنا. وسيبقى مستنفرا وقلقا تحت وقع مقاومتنا وإصرارنا على الحرية» (كريم).

ولد كريم يونس عام 1956، في قرية عارة في أراضي 48. التحق بجامعة «بن غوريون» في بئر السبع.
اعتقله الاحتلال من الجامعة في كانون الثاني/ يناير 1983، بتهمة اختطاف وقتل جندي صهيوني والانخراط بالمقاومة المسلحة.
يقول في رسالته: «بعد سنة من الاعتقال و27 جلسة تحقيق حكموني إعدام شنقا بالحبل، وألبسوني بدلة حمراء، وأهلي زاروني وشافوني بالزي الأحمر وتدمرت نفسياتنا. وبعد 9 أشهر ألغوا حكم الإعدام وحكموني مؤبد مفتوح. عندهم كان لازم أظل عايش؛ لأنه بموتي رح أرتاح، وهم ما رح ينشفي غليلهم إلا إذا أظل عايش.
ظلت أمي وراي على السجون: الجملة والرملة وعسقلان ونفحة وبئر السبع والشارون ومجدو وهداريم.
في سجن نفحة قعدت 6 سنوات، كانت أمي تطلع الساعة 5 الفجر وتعود الساعة 8 ليلا، تركب 5 باصات حتى تصل إليّ، وكلما تزورني تعيط وتنهار وأحكي لها: يا امّاه، في السجن 11 ألف أسير غيري، كلهم عندهم أهل وأولاد، مش بس أنا».
حظي برمزية واحترام كبيرين داخل السجن. أكمل تعليمه الجامعي، وألف كتابين، ودافع عن الأسرى وأشرف على تعليمهم. خاض أكثر من 25 إضرابا مفتوحا عن الطعام. أسس بوعيه الحركة الأسيرة التي انتزعت الحقوق وأسقطت سياسات الإذلال والطمس الثقافي والإنساني الذي مارسه الاحتلال بحق الأسرى. رفض الاحتلال مبادلته في كل صفقات تبادل الأسرى.
مطلع عام 2013، فقد والده ولم يُسمح له بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. ماتت والدته في أيار/ مايو 2022، وكانت تتوق لاحتضانه ومعانقته بعد مضيّ 40 عاما على اعتقاله.
تنتظر عائلته يوم 6 كانون الثاني/ يناير 2023، لإنهاء 4 عقود من الانتظار للحظة تحرر نجلها عميد الأسرى من سجون الاحتلال.