تقرير / لا ميديا -
الزيارات المتكررة التي قام بها السفير الأمريكي في حكومة الفنادق إلى محافظة حضرموت، مؤخرا، لم تكن بمنأى عن المآرب الأخرى التي تحملها حقيبة الدبلوماسية الأمريكية أينما ذهبت وأينما حطت رحالها. كما أن إعلان السفارة الأمريكية، مؤخرا، عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار، مقابل الإدلاء بمعلومات عن القيادي البارز في تنظيم القاعدة التكفيري إبراهيم البنا، معناه إيذان أمريكي بتحريك ملف القاعدة في حضرموت واستثماره ضمن صفقة مع أدوات الاحتلال للاستحواذ على حقل غاز ضخم في حقول المسيلة.

كشفت مصادر مطلعة في حكومة الفنادق، اليوم، عن تحركات مكثفة للعدو الأمريكي بغية الاستحواذ على حقل الغاز المكتشف مؤخرا في محافظة حضرموت المحتلة، الأمر الذي يكشف دوافع الحراك الأمريكي الحالي في محافظات النفط شرق اليمن.
وأفادت مصادر في ما تسمى وزارة النفط، التابعة للمرتزقة، أن الولايات المتحدة تكثف نشاطها الدبلوماسي في محافظة حضرموت بغية تنمية مراكز نفوذ تابعة لها، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى حاليا للاستحواذ على قطاع غاز جديد تم استكشافه في القطاع (51) بحوض المسيلة.
ويقع الحوض ضمن امتيازات شركة «بترومسيلة» التي يديرها العميل حميد الأحمر، القيادي في حزب الخونج.
ووفق المصادر فإن الأحمر، الذي وصل قبل أيام إلى الرياض قادماً من تركيا، يسعى لعقد صفقة مع الأمريكيين والسعوديين لضمان نفوذ حزبه هناك مقابل منح شركة أمريكية امتياز التنقيب في حقل الغاز.
وكانت الولايات المتحدة كثفت لقاءاتها بقيادات حضرمية في إطار الدفع نحو إعلان المحافظة النفطية إقليماً مستقلاً، مستغلة الصراع بين أدوات الاحتلال من خونج التحالف وما يسمى المجلس الانتقالي، حول مصير المحافظة.
وصعدت الولايات المتحدة مؤخراً تحريك ملف «القاعدة» في محافظة حضرموت، حيث أعلنت عبر سفارتها، الأسبوع المنصرم، عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار، مقابل الإدلاء بمعلومات عن القيادي البارز في تنظيم القاعدة التكفيري، المدعو إبراهيم البنا، والمكنى بـ«أبو أيمن المصري».
وقالت السفارة الأمريكية لدى حكومة الفنادق، في بيان نشرته عبر حسابها في «تويتر»، إن «إبراهيم البنا قيادي كبير بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية».
وأضافت أن البنا «كان عضواً مؤسساً في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتولى قيادة شؤون الأمن بالجماعة، وقدّم توجيهات عسكرية وأمنية لقادة التنظيم».
ويُعد البنا من بين أكثر قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب التزاماً بالصمت وغياباً عن الواجهة، حيث يُعتبر الأب الروحي لجهاز مخابرات تنظيم القاعدة.
مراقبون رأوا في الإعلان الأمريكي إنعاشاً لملف تنظيم القاعدة في اليمن، والذي كانت قد سكتت عنه الإدارة الأمريكية طويلاً.
وأكدوا أن الولايات المتحدة عادة ما يكون إعلانها عن مكافآت بخصوص أي معلومات عن قيادي في تنظيم القاعدة هو بمثابة إرسال إشارات لأعضاء التنظيم بالتحرك.
إلى ذلك، اتهم ما يسمى الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، فصائل الخونج في محافظة حضرموت، بالتنسيق المباشر مع تنظيم القاعدة التكفيري.
وذكرت قناة «عدن المستقلة»، الناطقة باسم انتقالي الإمارات، في تقرير لها، أن «قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإصلاح استقدمت عناصر من التنظيم الإرهابي من مدينة مأرب، خلال الأيام الماضية».
وأشار التقرير إلى أن «الإصلاح يسعى لإغراق حضرموت في مستنقع الفوضى والإرهاب، لضمان استمرار سيطرة فصائله على حقول النفط في المحافظة».
وسبق أن اتهم «الانتقالي» عسكرية الخونج بتهريب كميات كبيرة من أسلحة «المنطقة» إلى مجاميع تنظيم القاعدة المتمركزة في مديريتي القطن ووادي العين، بالقرب من مدينة سيئون.
وتأتي الاتهامات في ظل تصاعد التحشيدات العسكرية لأدوات الاحتلال في حضرموت، وسط توقعات باندلاع معركة مفتوحة بينها في عموم مديريات الوادي والصحراء.