اليمن بالحبر الغربي -
سخر كاتب أمريكي من شروع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الضغط على الكونجرس لمواجهة مشروع يهدف إلى وقف الدعم العسكري للسعودية في حرب اليمن، قائلاً إن بايدن، الذي كان قد تعهد بجعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منبوذا، يتقرب منه الآن بشكل أكثر دفئاً حتى من سلفه دونالد ترامب.
وقال الكاتب جيريمي سكاهيل، في مقال نشرته مجلة “ذا إنترسبت”، إنه بعد عامين من رئاسة بايدن، بات من الواضح تماماً أن السعوديين ليس لديهم ما يخشونه من الحكومة الأمريكية، رغم تصريحات بايدن النارية حينما كان مرشحاً للرئاسة، والتي توعد فيها الرياض بالعزلة، بسبب ممارسات ابن سلمان المتهورة، لاسيما في حرب اليمن، والاغتيال الوحشي للصحفي جمال خاشقجي.
لكن حتى في تلك الجريمة الأخيرة، مضت إدارة بايدن لتمنح ابن سلمان الحصانة الكاملة أمام القضاء الأمريكي من أية ملاحقة، لتظهر أن وعود الرئيس الأمريكي الحالي بعزل محمد بن سلمان كانت ذراً للرماد في العيون، بحسب الكاتب.
وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي الأمريكي دعم الحرب السعودية على اليمن أكثر من الجمهوريين وترامب، حيث كانت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما هي التي أعطت الضوء الأخضر للرياض لشن الحرب، وعندما رحل الرئيس الديمقراطي، كانت إدارته قد عرضت على السعوديين دعماً عسكرياً أكبر، يقدر بـ115 مليار دولار، وهو أكثر من أي دعم عسكري في تاريخ التحالف الأمريكي السعودي الممتد لسبعة عقود.
وبعد دعم ترامب العلني لتهور محمد بن سلمان، لاسيما بعد اغتيال خاشقجي، كان من المتصور تزايد العزيمة لدى الديمقراطيين لتقليل هذا الدعم ومعارضة الحرب في اليمن. يقول الكاتب: “حتى أن مستشار الأمن القومي الحالي لبايدن، جيك سوليفان، إلى جانب سامانثا باور وكولين كال وسوزان رايس وويندي شيرمان، وقع على خطاب يدعو الكونجرس لتجاوز حق النقض الذي استخدمه ترامب ضد قرار تم تمريره في 2019 لوقف الدعم الأمريكي لحرب اليمن”.
وانتقد الكاتب ضغوطات إدارة بايدن على السيناتور بيرني ساندرز، مقدم مشروع القرار الأخير في مجلس الشيوخ بوقف الدعم الأمريكي للحرب، حتى أنه اضطر إلى سحب المشروع، بعدما قال البيت الأبيض إنه قد يؤثر على جهوده الحالية لتأمين تهدئة طويلة في اليمن.
واعتبر بايدن، في تقرير صادر عنه في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، إلى الكونجرس، أن الدعم العسكري الأمريكي المستمر لـ”التحالف بقيادة السعودية” لا “يشرك القوات المسلحة الأمريكية في الأعمال العدائية مع الحوثيين لأغراض قرار سلطات الحرب”، وبدا أن بايدن يحاول تسويغ الأمر بأية طريقة، وفقاً لسكاهيل.
وعاد الكاتب لانتقاد بايدن، قائلا إن توعده بجعل زعيمٍ ما منبوذاً لن يؤخذ على محمل الجد ثانية، بعدما فعله مع محمد بن سلمان، حتى وعوده الجديدة بجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منبوذاً أيضاً بسبب الحرب على أوكرانيا قد اهتزت مصداقيتها.
ويختتم سكاهيل مقاله بالقول: “في المرة القادمة التي يعد فيها جو بايدن بجعل زعيم دولي منبوذاً، يجب عليه توضيح ماذا يقصد بكلمة منبوذ؛ هل هو التعريف المقبول عالمياً أم التعريف الذي طبقه على محمد بن سلمان والسعودية، والذي ثبت أنه يعني بالضبط عكس تلك الكلمة؟!”.
مجلة «ذا إنترسبت»