أُذن من طحين «ابردْ» وأذن من عجين «أكتدْ»
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
في ملحق العدد قبل الأخير من «21 السياسي» تم نشر ملف عن بعض -وليس كل- خطايا منظمة «أكتد» الفرنسية في اليمن، متضمناً بعض -وليس جميع- المعلومات الصادمة عن بعض أنشطة تلك المنظمة المشبوهة وعن بعض شخوصها. وكان المتوقع أن يكون ما تم نشره بلاغاً لكل الجهات ذات الاختصاص والعلاقة للقيام بواجبها، وأن يشكل دافعاً لها في إعادة التحقيق ومحاسبة المنظمة ومراجعة أفعالها وإنصاف المفصولين ممن وقفوا في وجه نشاطاتها المستهدفة للأمن والسيادة؛ إلا أن ما حدث لاحقاً كان العكس تماماً، حيث وبعد إبلاغهم بما نُشر زار مسؤولو المنظمة الجهة الرئيسة المسؤولة عن الأمر ليتم «طمأنتهم» بألا شيء سيتغير!
وعليه سيكون من العيب والعبث الاكتفاء بما تم نشره سابقاً، فما يزال في الجعبة بقية من شجاعة ووثائق سنكتفي بالتنويه لها هاهنا، على أن يتم الكشف عنها لاحقاً إن لم تقم الجهات المعنية بواجبها الحتمي والفوري تجاه فضائح «أكتد» وشبهاتها وشبيهاتها وأشباهها وممارساتها والواقفين خلفها والمستفيدين منها.
لم نكن ولن نصبح في حالة مزايدة وطنية أو مناقصة غير وطنية في هكذا قضايا تستوجب الحساب والعقاب، وإلا فلا كنا ولا كانت ثورة.
ولن نكون جزءاً مما يسمى «وسائل الإعلام الجماهيرية، كالصحافة والراديو والتلفزيون، التي هي في الحقيقة وسائل للتلاعب بالجماهير؛ فمن ناحية يوجد مكتب المحررين، وهو مكون من عدد من الناس عملهم هو إنتاج البرامج، وعلى الناحية الأخرى ملايين المشاهدين السلبيين»، كما يقول الزعيم البوسني علي عزت بيجوفيتش.
بالمناسبة، وعلى ذكر السلبيين والسلبية، سأحكي لكم ولهؤلاء وأولئك هذه القصة من التراث الصيني. تقول الحكاية إن «أحد الحكام في الصين وضع صخرة كبيرة على طريق رئيسي فأغلقه تماماً، ووضع حارساً ليراقبها من خلف شجرة ويخبره بردود فعل الناس!
مر أول رجل، وكان تاجرا كبيرا في البلدة، فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها دون أن يعرف أنه الحاكم، فدار هذا التاجر من حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً: سوف أذهب لأشكو هذا اA271;مر، سوف نعاقب من وضعها!
ثم مر شخص آخر، وكان يعمل في البناء، ففعل ما فعله التاجر؛ لكن صوته كان أقل ارتفاعاً، لأنه أقل شأناً في البلاد.
ثم مر 3 أصدقاء من الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة، ووقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل واA271;حمق والفوضوي... ثم انصرفوا.
مر يومان حتى جاء فلاح عادي من الطبقة الفقيرة ورآها، فلم يتكلم، وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها، طالباً المساعدة ممن يمر، فتشجع آخرون وساعدوه، فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق، وبعد أن أزيحت الصخرة وجد الفلاح صندوقاً حُفر له مساحة تحت اA271;رض، وفيه كان هناك ورقة فيها قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها: من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان اA273;يجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها».
المصدر «لا» 21 السياسي