لا ميديا -
كان الاحتلال قد اعتقلها أثناء اعتقال أخيها إبراهيم الراعي، القائد في الجبهة الشعبية، للضغط عليه كي يعترف. لكنه بصموده أصبح ملهماً لجيل كامل من المناضلين الفلسطينيين، الذين تبنوا شعار «الاعتراف خيانة»، حتى أصبحت الأغنية المفضلة للشباب، وجيل الثوار الجديد، حينها: «اصمد، اصمد يا رفيق، مثل الراعي في التحقيق».
كان نبأ استشهاده بعد أشهر من التعذيب وسنوات من الاعتقال في سجون الاحتلال في 11 نيسان/ أبريل 1988 مزلزلا بالنسبة لها. بعد سنوات قليلة، وفي زمن رمادية الجو السياسي وافتتان الشارع السياسي بسفاهة «السلام» مع العدو الصهيوني، اتخذت سونيا قرارها بالانتقام له. كانت بطولة يتيمة في موسم الردة، فجاءت أخبارها باهتة وشحيحة.
في نيسان/ أبريل 1997، وكانت تعيش في الأردن مع زوجها وأولادها، خرجت باتجاه جسر الأردن، وتجاوزت الجهة الأردنية، وكانت تخفي مسدساً ربطته على ساقها، وعندما وصلت الجهة الأخرى وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام حفنة من الجنود الصهاينة، فبدأت بتسديد فاتورة الأخ والوطن. فرغ رصاص مسدسها، واعترف العدو بإصابة عدد من الجنود، وأصيبت هي بدورها. وألقي القبض عليها.
صمدت في التحقيق في سجون الاحتلال، وحكم عليها بالسجن 13 عاما. وكان ما فعلته إرهاصا مبكرا باندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
اعتقلت السلطات الأردنية زوجها وسلمته لأجهزة الاحتلال الصهيوني للتحقيق معه بعد إصراره أمامها على عدم معرفته بما اجترحته زوجته وإن زاده اعتزازا وفخرا بها بالتأكيد.
في نيسان/ أبريل 2002، سُمح لها بلقاء ابنها الذي تركته رضيعاً، وعندما التقته كان عمره 6 سنوات، وخرجت وهو في سن المراهقة.
 خاضت كزميلاتها الأسيرات تجارب نضالية داخل سجون الاحتلال لتحسين شروط اعتقالهن، كالإضراب عن الطعام، والتصدي لقمع إدارة السجون، والمطالبة بفصلهن عن السجينات الصهيونيات الجنائيات، وتوفير العلاج الصحي، والزيارات...
أفرج عنها في 26 تشرين الثاني/ أكتوبر 2008 بعد أن قضت 12 عاما في سجون الاحتلال.