الوقوف بوجه غطرسة  أمريكا المعتدية  والكيان «الإسرائيلي» الغاصب  فريضة دينية

حوار : وسيم الشرعبي / لا ميديا -
قال الشيخ العلامة المجاهد عبد الله عيضة الرزامي إن الحروب الست على صعدة كانت أمريكية نفذ مخططها علي عبدالله ونظامه والمتعاونون معه. كما أن العدوان الأخير على اليمن أمريكي وأعلن من واشنطن. فالحروب الأولى كانت بتوجيه من بوش الابن بينما الحرب الأخيرة كانت بتوجيه من أوباما، وكل الحروب لها ظروفها.
وتحدث الرزامي، في حوار خاص معه لصحيفة "لا"، عن الحروب الست الأولى وصعوبتها التي تمثلت في قلة عدد المجاهدين وعدتهم وقلة الخبرات وقلة الإمكانيات وسيطرة الإعلام الأمريكي بالتعتيم والتشويه في أوساط المجتمع، واتخاذ مواقف تضليلية ضد أبناء هذا الشعب حتى يقفوا ضد السيد حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام) ووالده السيد بدر الدين الحوثي عليه السلام وأخيه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عليه السلام والقلة المؤمنة معهم والمناصرة للحق.
وأشار الرزامي إلى أن الحرب التي وقعت على اليمن أبشع وأشد حرب وقعت على أي شعب، لكن ومع كل هذه الصعوبات فإنها كانت برداً وسلاماً على اليمن وأهله؛ غير أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حذّر من التراجع عن مواجهة هذا العدوان ونصرة الحق والمحقين، فذلكهو أخطر بكثير من العدوان على اليمن...

من أفضل الإحسان
 الشيخ عبدالله عيضة الرزامي، بمناسبة أسبوع الشهيد، ماذا تقول في الشهداء؟ وما الذي تقوله إلى أهليهم؟
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين. أفضل ما نقول فيهم وأجمل ما نواسيهم به ويناسب مقام الشهداء الزاكي ومكانتهم الرفيعة هو ما قال الله تعالى فيهم: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ  فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ».
وما عسانا نقول في من هم أُمراء الجنة؟! وقال السيد حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام) إن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كان في غزواته يقدم أهل بيته هو، وكان أوائل الشهداء من أهل بيته في المعارك، في غزوة بدر الذين برزوا للمشركين في أول المعركة هم من أهل بيته، من أقاربه، من أسرته...
وأما أهاليهم فنقول لهم إنهم في مقام عِزة وفخر أن يقدموا من أبنائهم من يكون لهم عزاً في الدنيا وشفيعاً في الآخرة، وعلى قدر ما يُقدمون تكون مكانتهم في الدنيا والآخرة، فإن الله لا يُضيع أجر المحسنين، وتقديم الشهداء من الأسرة هو من أفضل الإحسان، وكما قالت السيدة زينب (عليها السلام) في ذلك المُصاب الجلل، الإمام أبي عبدالله الحُسين (عليه السلام) وأهل بيته الطاهرين وأصحابه الأوفياء: «اللهم تقبل منّا هذا القُربان».

كلها مخططات أمريكية
  من وجهة نظرك، أيهما أصعب: حروب صعدة، أم العدوان الأمريكي الأخير على اليمن؟
 الحروب الست الأولى أمريكية، نفذ مخططها علي عبدالله صالح ونظامه والمتعاونون معه. وحرب التحالف الأخيرة على اليمن حرب أمريكية. وكِلتا الحربين أُعلنت من واشنطن؛ الحروب الأولى بتوجيه من بوش الابن، والحرب الأخيرة بتوجيه من أوباما. وكُل حربٍ لها ما يبررها في الصعوبة، فالحروب الأولى تتمثل صعوبتها في قلة عدد المجاهدين وعُدتهم وقلة الخبرات وقلة الإمكانيات وسيطرة الإعلام الأمريكي بالتعتيم والتشويه في أوساط المجتمع من خلال كثرة العُلماء والمُثقفين والإعلاميين اليمنيين، الذين أرهبهم النظام لاتخاذ مواقف تضليلية ضد أبناء هذا الشعب حتى يقفوا ضد مولانا السيد حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام) ووالده مولانا السيد بدر الدين الحوثي (عليه السلام) وأخيه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (عليه السلام) والقِلة المؤمنة معهم والمناصرة للحق.
بينما صعوبة حرب العدوان الأمريكي الأخيرة تتمثل في استخدام أحدث الطائرات الحديثة والاستطلاعية المزودة بأحدث الأجهزة، وفقدان الدفاعات الجوية بمؤامرة أمريكية نُفذت بإشراف النظام السابق، وفقدان الحس والقيم الإنسانية عند من يُدير هذه الحرب، فلم يُبقوا شيئاً إلا ضربوه، حتى شملت حربهم الإنسان والحيوان والنبات وكل مقومات الحياة، إضافة إلى الحصار المُطبق على اليمن براً وبحراً وجواً، وشراء ذمم أكثر هذا العالم، حتى تخلوا عما يروجون له من قيمٍ هم أبعد الخلق عنها.
باختصار شديد: هذه الحرب على اليمن أبشع وأشد حرب وقعت على شعب. ورغم كل هذه الصعوبات إلا أنها كانت برداً وسلاماً على اليمن وأهله، ولم يحصلوا على معشار ما خططوا له من هذا الحرب لضرب هذا الشعب؛ ولكن أصعب الصعوبات التي وجدت هو ما حذّر منه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، أن التراجع عن مواجهة هذا العدوان ونُصرة الحق والمحقين أخطر بكثير مما وقع على أهل اليمن لو تراجعوا وتخاذلوا؛ لأن التضحية بصبر نتيجتها ما نشاهده اليوم من عِزة وكرامة ونصر، وقد قال الله تعالى: «وَبَشِّرِ ٱلصَّبِرِينَ».

نموذج راقٍ
 اذكر لنا شهيدين حُفر اسماهما في ذاكرتك من حروب صعدة الست...؟ ولماذا هذان الشهيدان تحديدا؟
 الشُهداء رضي الله عنهم بشكلٍ عام هم النموذج الراقي من عباد الله الصالحين، وما من شهيد إلا وله ذكراه، وأنا لا أحب التخصيص.

رعب للأعداء حياً وشهيداً
 في ظِل الحرب العدوانية على اليمن فقد الشعب رئيس الشهداء، الرئيس الصماد، فماذا مثلت هذه الفاجعة لك ولمسيرة الأنصار؟
 نحن بحمد الله تربينا على يد الأطهار من أهل البيت (عليهم السلام)، عبر مسيرة الإسلام ومسيرة أهل البيت، على فُقدان هكذا عظماء، أمثال الرئيس الصماد، ونحتسبه هو وغيره من الشهداء عند الله، ونُشيد بمواقفه وصبره وجهاده وسعة صدره وأسلوبه الراقي الذي يعكس في الواقع والحياة ولاية أعلام أهل البيت الأطهار الذين كان الرئيس الصماد أحد جنودهم.
وفعلاً كما قال مولانا السيد حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام) ونحن على جبل الرُماة وهو يتحدث عن سيد الشهداء حمزة: إن أعظم خسارة تخسرها الأمة فقدان هؤلاء العظماء، ولاسيما عندما تكون المرحلة في حاجة ماسة لمثل هؤلاء العظماء. والذي يُطمئن نفسي وإخواني في هذه المسيرة المباركة المدد المستمر من الله للمسيرة وقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) والمخلصين فيها. وقد ترك الشهيد الصماد أبناءً صالحين وجيلاً يقتدى به. ولقد كان رحِمهُ الله يعاني وهو في هذه الدنيا من الأعداء ومن الكثير الذين لا يُقدّرون وضعه، فصار الآن محلقاً في السماء بعدةِ أسماء «صماد 1» و«صماد 2» و«صماد 3»، يعاني منه أعداؤه. وأقول: ليس هناك أي عظيم فقدانه يعيق هذه المسيرة وتحركها؛ لأنها وعدُ الله، كما قال الله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ  (المائدة: 54).

الشهداء قدوتنا
 من هو الشهيد الذي حزنت عليه في حرب العدوان ألأمريكي وَمثلَ إستشهاده فاجعةً لكم بعد الرئيس الصماد؟
 الله أخبرنا عن الشُهداء بأنهم فرحةن بما آتاهم الله من فضله ومستبشرةن بالذين لم يلحقوا بهم، وأنهم أحياءٌ عند ربهم يُرزقون، كما قال الله تعالى:«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ  فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (آل عمران: 170).
يحصل استذكار لمواقفهم العظيمة وشوق لرؤيتهم وتلمُّس آثارهم، وهم يعطوننا بفضل الله القدوة الحسنة والاستمرارية على هذه الطريقة. وأعتقد أنه لا يليق الحزن إلا على من قُتل وهو من العُزّل الذين لا موقف لهم لخسارة موقفهم.

مسؤولية الجهات الرسمية
 ماذا تقول للجهات الرسمية والمعنيين؟! ما هي الرسائل التي توجهها لهم في أسبوع الشهيد؟
 نقول لهم: أولاً عليهم أن يعلموا أنهم لولا دماء الشهداء وتضحياتهم لما كانوا في مناصبهم، وعليهم أن يتمسكوا بما تمسك به الشهداء من الثقافة القرآنية والإحسان وتنفيذ توجيهات السيد القائد (حفظهُ الله) والقيادة السياسية، ليكونوا شُهداء أحياء في هذه الدنيا يقدمون نموذجاً وشاهداً حياً على عظمة المنهج الإلهي والقيادة الربانية، وأن يعلموا العلم اليقين أن خدمة آباء وأمهات وأُسر الشهداء مسؤوليةٌ في أعناقهم، وأيضاً أوسمةً يتوّجون بها جهادهم ومسيرتهم في هذه الحياة، وأن هذا الشعب المعطاء العظيم جدير بأن يبذل المسؤولون قصارى جهدهم فيما يحقق له الحياة الكريمة في جميع مجالات الحياة.

واجب ديني مقدس
 التضحية الكبيرة من كل محافظات اليمن بأعداد كبيرة من الشهداء من مختلف الفئات، ماذا تقول فيها؟ وماذا تقول للعدوان الأمريكي؟
 نقول إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه مشيداً بأهل اليمن بعدما تنكرت بعض القبائل العربية ومنها قريش لنُصرة الرسول صلوات الله عليه وآله والدين الذي جاء به، قال تبارك وتعالى: فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (الأنعام:89).
وكثرة الشهداء مصداقية لوكالة الله على الدين، وأيضاً قال رسول الله صلوات الله عليه وآله: «إني لأجد نَفَسَ الرحمن من قِبَل اليمن». والحرب الأمريكية فُرضت على أهل اليمن، والطبيعي أن يضحي أهل اليمن من أجل أرضهم وعرضهم، وأن يقاتلوا في سبيل الله من يقاتلهم.
ونقول للتحالف الأمريكي: أولا: بالنسبة للعرب والمسلمين داخل هذا التحالف نقول لهم: قد جاء من تجربتكم للحرب ما يكفي، ونحن حريصون على استقرار المنطقة ولسنا المعتدين، إنما اتقينا، وليست الحرب في صالح أحد من العرب والمسلمين، ونعتقد أن الخطة الأمريكية و»الإسرائيلية» هي ضرب العرب بعضهم ببعض، وقد قدم السيد القائد (حفظه الله) والرئيس المشاط من الرسائل والتطمين ما يكفي.
أما بالنسبة لأمريكا فهي دولة عدوة ومعتدية. وأما بالنسبة للكيان الصهيوني فهو كيان مغتصب. وجميعهم لا يريدون لنا أي خير. وديننا يفرض علينا الوقوف في وجه الغطرسة الأمريكية والخبث الصهيوني.

تحذير للأمريكي والصهيوني
 ما هي الرسالة والتحذير والنصيحة التي توجهها بهذه المناسبة (ذكرى الشهيد)؟
 نصيحة للشعب أن يُدرك نعمة الله عليه بهذه القيادة، والنصر الذي حققه الله لهُ مكافأة لمناصرتهم الدين القيّم وذودهم عن أرضهم وعرضهم، وليعلموا أن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم، ويكفي اليمن من الشرف أنه تصدر الدول العربية والإسلامية في إقامة ذكرى مولد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، وأن الكيان الصهيوني يحسب له ألف حساب، وأن صمود هذا الشعب قد بخّر كل الإرجافات التي تُروج للأمريكيين. ومن النُّصح أن يتجهوا لبناء شعبهم وأمتهم بأنفسهم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وخاصة في المجال الزراعي، وعلى جميع المستويات، وعدم التأثر بالإعلام المعادي من أي جهة كان.
ورسالة للإخوان العرب داخل التحالف: إن الحرب بين العرب والمسلمين ليست إلا في صالح العدو الأمريكي والصهيوني، واليمن لم يعتدِ ولن يعتدي على أحد؛ لكن لن تبقى يده مغلولة إلى عنقه في حال أي اعتداء عليه.
ونقول مُحذرين للأمريكيين والصهاينة وقوى الاستكبار العالمي: إن اليمن أرضنا، والبحر الأحمر بحرنا، ولن نموت جوعاً، وإن أي مواجهة محتملة ستكون حتماً ضدكم، وسيكون مصيركم مصير فرعون، أن تغرقوا في البحر، وأنتم تعلمون أن أيدينا خفيفة على الزناد متى ما وجه السيد القائد (حفظه الله).