لا ميديا -
أحد قادة معركة مخيم جنين. في سنوات عمره، التي تجاوزت نصف قرن، وفي كل قسمات وجهه، كانت ترتسم ألف حكاية وحكاية عن الأرض والوجع والثورة والصمود، والمزيد من الوصايا لجيل يتتلمذ كل يوم على قصص الشهداء وفنون البطولة الممتدة إلى عمق تاريخ دامٍ يستولد ساعة الانتصار.
ولد الشيخ رياض محمد بدير (أبو العبد) عام 1947، جنوب غرب طولكرم. أكمل تعليمه العالي في معهد زراعي ليتخرج فيه ويلتحق بسلك التربية والتعليم.
ومع انطلاق الانتفاضة الأولى كان أحد رموزها وموجهي فعالياتها، بشخصيته الفريدة الجاذبة لكثير من الناس حوله ليسمعوا حديثه عن الجهاد والشهادة والتمسك بالأرض.
اعتقله الاحتلال عام 1988، وأمضى في السجن ستة شهور. وبعد خروجه تعرض للفصل التعسفي من سلك التربية والتعليم، كمسعى من الاحتلال لمحاربته في رزقه، ولم ينل ذلك من عزيمته فالتحق بالعمل الاجتماعي.
اعتقل مجدداً في الأعوام 1990، و1991، و1992، وأخضع لتحقيق قاسٍ، وأخفق الاحتلال في الحصول منه على ما يريد، ثم اعتقلته أجهزة السلطة عام 1995، ليقضي في سجونها عدة أشهر.
 لم يقتصر جهاده رغم تقدم سنه على التوعية والتعبئة والتأهيل للجهاد، بل التحق بسرايا القدس، ينصب الكمائن ويشارك في الاشتباكات المسلحة، وتولى قيادة سرايا القدس في طولكرم. ولتمويل عمله العسكري باع بيتاً بناه ولم يسكنه وسيارته، واشترى بثمنهما السلاح.
أصيب برصاصة في ساقه أثناء تصديه لمحاولة اجتياح قوة صهيونية لمخيم نور شمس، والثانية حين قصف الاحتلال سجن المقاطعة وكان هو محتجزاً فيه فتمكن ورفاقه من الخروج رغم إصاباتهم.
مع إعلان الاحتلال شن عملية «السور الواقي» على مخيم جنين، حمل سلاحه وانطلق إلى المخيم، وتسلم مع مجموعته الدفاع عن أهم المواقع في المخيم، وسطر أروع ملاحم البطولة في وجه العتاد الصهيوني المدجج بالقتل والدمار. قصفت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن فيه، فارتقى شهيداً في 11 نيسان/ أبريل 2002، ليكتشف جثمانه بين الأنقاض بعد أيام من انتهاء معركة جنين.