لا ميديا -
في حياته وفي استشهاده جسد الهوية النضالية للثورة الفلسطينية في بعدها العربي والأممي؛ فهو الثوري الفلسطيني العراقي العربي المؤمن بالكفاح المسلح، وهو العربي التقدمي الذي وجد في الثورة الفلسطينية هويته النضالية، وهو العربي الذي يرفض واقع التمزق والاغتراب.
ولد عادل عبد الجليل وصفي (خالد العراقي) في بغداد عام 1945. أكمل المرحلة الثانوية ثم سافر إلى دمشق والتحق بجامعة دمشق ونال بكالوريوس في الاقتصاد والسياسة، وحصل بعدها على الماجستير، وكان أخيراً يحضر لرسالة الدكتوراه في إحدى جامعات فرنسا.
التحق بحركة فتح عام 1969. شارك في الدفاع عن الثورة والجماهير بقلمه وسلاحه، فهو على الدوام في الخندق المتقدم للمعارك المجيدة التي خاضتها الثورة الفلسطينية.
عمل في مجلة «فلسطين الثورة»، وصار نائب رئيس تحريرها، وكان من أصواتها الثورية والتقدمية، وقاتل مع الثوار في المدن والجبل، وعاش مع أقرب نقاط الاستشهاد البطولي في الثورة الفلسطينية. فحول الثورة إلى ممارسة فعلية خلاقة.
عن جريمة اغتياله كتب مؤيد الراوي: «في 20 يونيو/ حزيران 1979، في منتصف الطريق بين داره وبين مكان عمله: مجلة فلسطين الثورة، في الشارع المزدحم بالناس والباعة والمقاتلين والنساء والأطفال، وبالحوانيت والمقاهي، وبمكاتب المقاومة الفلسطينية، أوقفه شخص ما طالباً منه بأدب جمّ أن يشعل له سيكارته. وعندما فعل ذلك أخرج ذلك الشخص مسدساً بكاتم صوتٍ فأطلق الرصاص مباشرة نحو قلبه. ابتعد القاتل واتخذ طريقه بين زحمة الناس لينفذ من زقاق قريب الى سيارة تنتظره».
سار في جنازته ثلاثون ألفاً، عبّرت فيها جماهير الثورة الفلسطينية، والحركة الوطنية اللبنانية والقوى التقدمية العربية، عن مواقفها الواضحة في رفض الأساليب الدموية الفاشية.
من أقواله: «إن مجلة «فلسطين الثورة» ستظل اللسان المعبر عن إرادة الثورة الفلسطينية وإرادة كل التقدميين والديمقراطيين في الوطن العربي، وستظل القلعة الصامدة في وجه أعداء الديمقراطية والحرية والإنسان».