«لا» 21 السياسي -
في خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في العام الثامن من الصمود، قال: «قادمون بإنتاجنا الحربي وأسلحتنا البحرية التي تغرق الأعداء، والتوكل على الله بجحافل جيشنا المتفاني وصواريخنا الباليستية وطائراتنا المسيَّرة بعيدة المدى المنكلة بالأعداء، وإنتاجنا الحربي المتميز وأنظمة الدفاع الجوي والأسلحة البحرية التي تغرق الأعداء وتوصلهم إلى قعر البحر».
كما أكد رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، اللواء الركن علي الحاكم، خلال اختتام الدورة الثالثة استخباراتية وثقافية (الخميس 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022)، أن المواجهة البحرية أشد من أية مواجهة أُخرى، وهو ما يتطلّب العمل بشكلٍ دقيق وجيّد وبجهودٍ أكبر، وأن البحر مليء بدول العدوان ووسائله العسكرية، وهي تناور، وليست صادقة في إنهاء الحرب، رغم أن القيادة الثورية أبدت استعدادها للسلام المشرّف.
وجاءت تصريحات اللواء الحاكم بعد ساعات من عملية عسكرية للقوات اليمنية في صنعاء استهدفت ميناء قنا النفطي في محافظة شبوة جنوبي اليمن لمنع تصدير شحنة من النفط الخام.
وأضاف الحاكم في كلمته: «لا بد من رفع الحصار أو المواجهة الكريمة، ومعنيون في القوات المسلحة برفع القدرات البحرية».
وتابع: «رسالتان بحريتان وصلتا العدو، مفادهما أننا لن نبقى صامتين على معاناة شعبنا وبقاء الحصار والرسائل القادمة ستكون أشد وأنكأ».
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، جلال الرويشان، أكّد في وقتٍ سابق أن خيارات صنعاء مفتوحة في سياق فرض السيادة الكاملة على المياه الإقليمية والجزر اليمنية وحماية خطوط الملاحة.
وفي هذا يؤكّد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، في كلمةٍ له خلال تدشين كلية الطب للقوات المسلحة في 14 أيلول/ سبتمبر 2022، أن القيادة في صنعاء تعي جيِّداً أنها تحتكم إلى جغرافية بحرية تمتد من المهرة شرقاً وحتى جيزان غرباً. وفي هذا الصدد يقول اللواء العاطفي: «سنحول مفهوم لعنة الجغرافية إلى نعمة الجغرافية؛ فبدلاً من أن نظل ندفع ثمن الموقع الجغرافي لليمن كما تم على مر الزمن سنجعل مَن يعتدي على اليمن واليمنيين هو مَن يدفع الثمن وهو مَن يتحمل لعنة عدوانه وغطرسته وتجبره وتكبره وتطبيعه؛ لأَنَّنا وبناءً على موجهات قائد الثورة متجهون لبناء وإنشاء قوة بحرية تتولى المسؤولية الوطنية والمسؤولية الإقليمية والاستحقاقات الدولية، ونعد الجميع وفي المقدمة قيادتنا الحكيمة وشعبنا أننا لن نسمح لأيٍّ كان بالتطاول على سيادتنا الوطنية وسيادتنا البحرية، وليفهم هذا القاصي والداني».

البحر العربي الأحمر
تعكف صنعاء حاليّاً على الإعداد لمؤتمر «الأمن البحري»، الذي من المتوقع أن يقدم صورة واضحة عن استراتيجية القوات المسلحة اليمنية لوضع حدّ للمخاطر التي تهدّدها جراء الوجود العسكري الأجنبي، ولاسيَّما الأمريكي والبريطاني والفرنسي، في البحار والمضائق والجزر اليمنية.
وتمتلك القوات المسلحة اليمنية العديد من الأسلحة الاستراتيجية التي يمكن استخدامها في أية معركة بحرية مرتقبة، منها صاروخ البحر الأحمر (أرض بحر) الذي رفع عنه الستار للمرة الأولى في أيلول/ سبتمبر الماضي خلال العرض العسكري الذي أقيم في العيد الثامن لثورة 21 أيلول/ سبتمبر، وهو صاروخٌ باليستي متوسط المدى يعمل بنظامين حراري وراداري وسرعته عالية جداً، إضافة إلى صاروخ «عاصف» البحري، الذي رفع عنه الستار في العرض العسكري للعيد الثامن لثورة أيلول/ سبتمبر، وهو صاروخ باليستي أرض بحر، يبلغ طوله 10 أمتار، وقطره 0.7 متراً، ومداه 400 كم، ووزن الرأس الحربي 550 كجم، يعمل بنظام التوجيه والتحكم الذكي.
كما تمتلك صاروخ «محيط»، وهو صاروخ باليستي أرض بحر، متوسط المدى ومخصص للأهداف البحرية، ويعمل بالوقود الصلب والسائل، كما يعمل في كل الظروف الجوية.

كاندم إماراتي
خلال سنوات تم استحداث عدد من القواعد العسكرية في أكثر من نقطة تمركز على جزيرة سقطرى وأيضا جزيرة ميون وعلى السواحل وباب المندب، وتم نشر وحدات عسكرية خاصة لكيان العدو الصهيوني تحت غطاء إماراتي وتم إعادة نشر وتموضع مجموعات كبيرة من الأسلحة الهجومية والمعدات الخاصة بأعمال التجسس والاستخبارات والاستطلاع.
ومن الواضح أن كيان الاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى إحكام السيطرة على باب المندب والسواحل والجزر بشكل مباشر وتحويلها إلى مستوطنات وقواعد دائمة لبحرية الجيش الصهيوني وجعل جزيرة سقطرى وميون مركزاً رئيساً لتنفيذ أعمال التجسس والاستخبارات ضد اليمن ودول أخرى (إيران بالمقدمة)، وتحويلها إلى محطات استراتيجية لإحكام السيطرة على البحر العربي والمحيط الهندي والأحمر والسيطرة على خط التجارة والملاحة الدولية، على امتداد البحر العربي ومضيق باب المندب إلى البحر الأحمر، وجعلها تحت تصرف هيمنتها الأمنية.

خلية صهيونية مشتركة في باب المندب
كشفت مصادر استخباراتية أن أمريكا تدعم خلية أمنية مشتركة بين الإمارات و»إسرائيل» ضمن خطتها لتشجيع «تعاون أمني دائم» بين حلفائها في الشرق الأوسط.
وذكرت المصادر أن مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد، ونجل رئيس الإمارت، خالد بن محمد بن زايد، يقودان خلية أمنية مشتركة مع نظرائهما في جهاز الاستخبارات الخارجية الصهيوني (الموساد)، وذلك في إطار عملية بناء «هيكل أمني» مشترك بين «الدولتين»، حسبما أورد موقع «إنتليجنس أونلاين» الفرنسي.
وأوضح الموقع المعني بالشأن الاستخباراتي أن تركيز عمل الخلية ينصب بشكل رئيس على مضيق باب المندب، ويترأسها قائد القوات الجوية الإماراتية، إبراهيم ناصر محمد العلوي.
وبينما توافق واشنطن على هذا التعاون، تتجاوز طموحاتها الاتفاقات المبرمة بين «تل أبيب» وأبوظبي إلى تطوير بنية دفاع مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي والكيان الصهيوني والعراق والأردن ومصر.
هذا وسبق أن أكدت وكالة «أسوشيتد برس» ونشرت في مطلع آذار/ مارس 2021 صوراً عبر الأقمار الاصطناعية تظهر إنشاء الإمارات قواعد عسكرية على ظهر جزيرة ميون، حيث أظهرت الصور مدرجاً للطائرات في الجزيرة بطول 1800 متر شيدته الإمارات مؤخراً، بالتزامن مع أنباء عن نقلها معدات عسكرية من قاعدتها في ميناء عصب الإريتري إلى الجزيرة.
كما أرسلت الإمارات في نيسان/ أبريل 2018، قوات للسيطرة على جزيرة سقطرى، وقامت بطرد قوات هادي منها.