«لا» 21 السياسي -
كان الفقيد درهم عبده نعمان الحكيمي -خلال توليه منصب محافظ مأرب في العام 1986- صاحب الفضل في اكتشاف قبر أهم عضو فيما عرف تاريخياً بـ»تنظيم الضباط الأحرار» (علي عبدالمغني) في مفرق السد بمأرب، وذلك بعد 26 سنة من ثورة 26 سبتمبر 1962، ومن إهمال الجمهوريين الفالصو للرجل وحادثة مقتله ومكان دفنه.
عُيّن درهم نعمان محافظا لمأرب خلفاً لعبد الله دارس، وتوجس الناس من مقدمه، حيث كان هناك من يهمس بأنه اشتراكي و... و... و... وخلال مدة قصيرة عرف أهل مأرب كما أبناء شبوة لاحقاً الرجل واحترموه كثيراً وما يزالون، وعندما ترك مأرب إلى شبوة محافظاً مع إعلان دولة الوحدة ردد أهل مأرب مقولةً ما يزال أكثرهم يتذكرها:
«اشتراكية درهم ولا إسلام دارس...»!
في لحظة تاريخية فارقة أخرى كان درهم عبده نعمان حاضراً صبيحة الثاني والعشرين من أيار/ مايو 1990 في قصر معاشيق بالتواهي في عدن شاهداً بدموعه على إعلان تحقيق حلم الوحدة اليمنية، وهو ذاته من كان حاضراً في صنعاء بسلاحه للدفاع عنها خلال حصار السبعين يوماً.
انتهى حديث الذكرى وبدأ حديث النسيان عما لدى المرحوم درهم نعمان من سجلٍّ مليءٍ بالحوادث والأحداث، فقد كان أحد صناديق الأسرار الأثيرة والأخيرة لعقود من الحكم والحكام. وبرغم الدلائل المتواترة عن جنائية حادث مقتله، إلا أن العرادة والعكيمي لا ينسيان كشف درهم لمستور أبويهما في صرواح. أرأيتم من هو الذي لا ينسى؟!