معارضة جماهير نيوكاسل تتسع والسبب اليمن
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

اليمن بالحبر الغربي / لا ميديا -
قبل اثني عشر شهراً، أصبح نيوكاسل يونايتد، بين عشية وضحاها، أغنى نادٍ في العالم، بعدما استحوذت عليه السعودية. سادت أجواء من البهجة في المملكة المتحدة؛ لكن لم يكن كل مشجعي الفريق راضين عن هذه الخطوة.
في حوار له مع موقع «ميدل إيست آي»، قال جون هيرد، وهو مدرس لغة إنجليزية من فيلينغ، وهي بلدة صغيرة على بعد خمسة أميال من نيوكاسل: «كنت سعيداً برؤية مايك آشلي يغادر؛ لكنني لم أكن أؤيد تولي دولة ديكتاتورية إدارة النادي».
هذا الارتباط الوثيق بالدولة السعودية، المتهمة بارتكاب مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، أثار حفيظة شريحة من مشجعي الفريق. وفي الوقت الحالي، أصبحت هذه الشريحة مسموعة ومرئية ومنظمة بشكل متنامٍ.
قال دانيال (32 عاماً) وهو مشجع مقيم حالياً في ليدز: «باعتبارهم مشجعين لنيوكاسل، يجب أن نستخدم ملكية النادي لتسليط الضوء على ممارسات المملكة العربية السعودية القمعية التي تريد تبييضها. ينبغي أن نتحدى التبييض الرياضي».
على هذا الأساس، أنشأ دانيال حساباً على «تويتر» باسم «نيوكاسل يونايتد يرفض التبييض الرياضي» لمواجهة ما رآه محاولة من الحكومة السعودية لاستخدام نيوكاسل يونايتد لتبييض سمعتها وصورتها على المستوى الدولي.
تعرّف هيرد على دانيال على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت الأصوات المعارضة الأخرى في الظهور والتواصل بعضها مع بعض تقريباً.
في هذا السياق، قال هيرد: «في ظل تفشي جائحة كورونا، كان من الصعب تنظيم اجتماعات، لذلك أنشأنا مجموعة واتسأب وعقدنا في النهاية اجتماعاً على زوم مع حوالى 25 شخصاً».
بعد الاجتماع الافتراضي، اجتمعت مجموعة المعجبين معاً لإصدار مجلة في آب/ أغسطس بعنوان «أحجار البرد في الصحراء». تضمّن المنشور مقالات عن مشاركة التحالف بقيادة السعودية في حرب اليمن، وكيفية عمل «التبييض الرياضي».
ولاستكمال إصدار المجلة، عقدت المجموعة أول اجتماع حضوري لها في أواخر آب/ أغسطس، بحضور حوالى 20 شخصاً.
في الاجتماع قدم الناشط المناهض للحرب والسياسي الجنوب أفريقي السابق، أندرو فاينستين، مداخلةً وعرض فيلماً عن الوضع في اليمن، الذي يوصف بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وتعتبر الحرب في اليمن قضية وثيقة الصلة بالموضوع، بشكل خاص في بلدة ساوث شيلدز المجاورة، التي يعود تاريخ جاليتها اليمنية والعربية إلى أكثر من قرن. وقد سبق أن أخبر أفراد من المجتمع موقع «ميدل إيست آي» أنهم يعارضون الصفقة السعودية.
وأوضح دانيال أن «ردود الفعل في الاجتماع الشخصي كانت رائعة حقاً. كان البعض على علم فعلاً بهذه القضايا؛ لكن الكثيرين الذين حضروا كانوا من السكان المحليين أو المعجبين الذين صُدموا تماماً من الأحداث الجارية في اليمن».
من بين المسائل التي نوقشت في الاجتماع قضية سلمى الشهاب، وهي طالبة سعودية سُجنت لمدة 34 عاماً بسبب نشر تغريدات تنتقد المملكة.
يعتقد دانيال أنه إذا أثار عدد كافٍ من المشجعين جدلاً حول مظالم الرياض، فقد يصبح ذلك أمراً مقلقاً بالنسبة لأصحاب النادي. «أنا أطمح إلى أن يصبح الحديث عن النادي فرصة لإثارة قضية سلمى الشهاب وحرب اليمن وجميع انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى. وربما إذا واصلنا ذلك، فلن يصبح مريحاً للسعوديين الحفاظ على ملكية النادي في غضون بضع سنوات». لتحقيق ذلك، سيواصل هو وغيره من النشطاء التحدث علناً على مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع مجموعات حقوق الإنسان وعقد الاجتماعات.
ومن جهته، أكد هيرد: «حملات مثل حملاتنا من شأنها أن تُذكّر الناس بما يجب أن تكون عليه كرة القدم». وأضاف: «إذا كنا نريد حقاً عودة نادينا إلى سالف عهده، فإن اللجوء إلى بلد دكتاتوري لن يحقق ذلك».
ريحان عدين
«ميدل إيست آي»
المصدر «لا» 21 السياسي