اليمن بالحبر الغربي / لا ميديا -
تطرّق مقال في «ذا أميريكان كونسرفاتيف»، وهو موقع يعبّر عن سياسة المحافظين في الولايات المتحدة الأميركية، إلى قضية تحالفات الولايات المتحدة مع دول أخرى في العالم، ومدى أهمية هذه التحالفات والعلاقات فعلياً بالنسبة لواشنطن وتأثيرها على سياساتها من منظور الفوائد والتكاليف، ولاسيما: السعودية، تركيا، وكوريا الجنوبية.
وأشار الكاتب داغ باندو، في المقال المعنون بـ«الحلفاء الذين يؤذون الولايات المتحدة»، إلى عقيدة «ضرورة الحلفاء» بالنسبة لواشنطن، معتبراً أنه وفقاً لفلسفة هذه الرؤية فإنّ الولايات المتحدة يجب أن تكون البلد الأكثر أمناً واستقراراً في العالم؛ لأنها تمتلك حلفاء أكثر بكثير من أيّ دولة أخرى؛ لكن علاقتها بحلفائها الذين يثبتون عدم جدواهم عند المفاصل الهامة تؤدي إلى نتائج معاكسة.
وتابع: «بعض الحلفاء كما في الناتو مثل لوكسمبورغ والجبل الأسود، حلفاء صوريون ولا قيمة لهم عسكرياً على أرض الواقع، لكن واشنطن تعاملهم كما لو أنهم أصدقاء على منصة فيسبوك، كلما زاد «مرحهم وضجتهم» اعتبروا أنّ قيمتهم ستكون أكبر لدى العاصمة الأميركية».
كما أشار إلى أنّ «قوة الولايات المتحدة وثرواتها جعلتها حليفاً مفضلاً للعديد من الدول، التي تعتبر أن واشنطن تؤمِّن لها غطاءً سياسياً على المستوى الدولي، وأهم أعضاء هذه اللائحة: السعودية، تركيا، وكوريا الجنوبية».
بدايةً، هاجم باندو التحالف القائم حالياً مع السعودية، لاسيما في ظل «الحاكم الفعلي الأمير محمد بن سلمان»، واعتبر أن المملكة هي واحدة من الملكيات المطلقة القليلة المتبقية على الأرض. ورأى أنها «جحيم لحقوق الإنسان ومكان للقمع السياسي المتزايد، وتحتل المرتبة الـ10 الأدنى من بين أكثر من مائتي دولة ومنطقة صنفتها مجموعة «ريدوم هاوس».
ورأى المقال أن «أسوأ جريمة ارتكبها ابن سلمان هي غزو اليمن، حيث قتل فيه حوالى 400 ألف مدني». وأكد أن «الحكومة الأميركية كانت بالطبع شريكاً دموياً للسعودية؛ إذ إن واشنطن دعمت الرياض التي ارتكبت جرائم حرب متعددة. ويتوقع النظام السعودي من الجنود الأميركيين أن يتصرفوا كحراس شخصيين للأمراء».
أما بالنسبة لأزمة «أوبك» الأخيرة بين البلدين، والتي شكلت الخلفية المباشرة لكتابة هذا المقال، فقال باندو إن «الرياض أذلت إدارة البيت الأبيض، وخفضت إنتاج النفط بعد أن خضع بايدن، وزار المملكة وقام باستجداء محمد بن سلمان لزيادة مبيعات النفط»، معتبراً أن المشهد «يجعل المرء يتساءل عن واقع الدولة التي كانت القوة العظمى عالمياً».
وتطرق باندو أيضاً لعلاقة أمريكا بكوريا الجنوبية وتركيا، ليعود ويستخلص أنه «يجب على واشنطن أن تتخلى عن الحلفاء غير المجديين والمستغلين». ورأى أنه يجب على واشنطن ترك أفراد العائلة المالكة السعودية يستخدمون الأسلحة الأميركية التي اشتروها من الولايات المتحدة، للدفاع عن أنفسهم.

«ذا أميريكان كونسرفاتيف»