11/ 10.. يـومٌ من القهـر
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
«لا بد من أن تصل يد التصحيح، التي هي يد الشعب، إلى كل خائن وإلى كل عميل. واهتفوا معي بأن يسقط كل عميل يدين بولائه لغير اليمن»
(الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي).
في طفولةٍ لم نحظَ بـ«شكليتاتها» المتساقطة بين أكف أترابها احتفالاً بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر يحدثنا الأكثر حظاً عن لحظات «الشوكولاتة مع الحليب» في زمن الحمدي، فنعض على شفاه الدفاتر بأصابع القلم.
كان مجيء الحمدي مثل حلمٍ سقط من باب السماء على الأرض فأنبت ثورة. كما كان ذهابه ككابوسٍ سقط من الأرض جريمة فتلقفته السماوات رحمة!
أتى الحمدي في صباح «تصحيحٍ» لاعوجاج ثورة سبتمبر، وغادر في مأدبة غداءٍ «غشميةٍ» غاشمة. وبين الذهاب والإياب سرق السعوديون حلماً يمنياً آخر من ذاكرة الثورة، ووضعوه وهماً جمهورياً في صندوق عمالةٍ وفي حكم نسيان مرتزقة.
في الثالث عشر من حزيران/ يونيو 1973 أعلن الحمدي «التصحيح». وفي الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 1977 أعادت الرياض الهزيمة. أربع سنوات من الثورة عصفت بربيعها عاصفة خريف «مقالي العصيد» المسمومة و»صحون اللحم» المفروم و»نفرين من السلتة» و»بضعة أنفارٍ» من القتلة والمأجورين (والسفير السعودي).
بدأ الحمدي بضوء أخضر سعودي، وانتهى بساطور «أحمر» سعوديٍ أيضاً. لكنه ومنذ ما بعد البداية وحتى النهاية لم يكن سعودياً قط؛ كان يمنياً للغاية.
في مرحلة حزيران/ يونيو بدا الحمدي مصراً على تدارك أخطاء سبتمبر، فبدأ في وضع مداميك دولة النظام والقانون؛ دولة الشعب والمؤسسات والتنمية. اصطدم بأولى بديهيات خطوط الرياض الحمراء: «لا دولة في اليمن»!
أدركت السعودية مبكراً خطورة توجهات الحمدي وأبعاد تحركاته، فأمرت بيادقها من مشائخ «أتناك» الذهب أن أوقفوه، فوقفوا بينه وبين الدولة التي أراد، وأشارت إلى بنادقها من ضباط الويسكي أن اقتلوه، فاغتالوه بين «لحم الهديان» و»مائدة همدان».
عن تفاصيل الجريمة تحدث الجميع إلا القتلة، وتكلم الكل حتى «الجزيرة»؛ غير أن للحقيقة وجوهاً أخرى. لم يكذب أكثرهم؛ لكنهم لم يقولوا كل الحقيقة. فليس كل من كان حاضراً في مأدبة «الغشمي» قاتلٌ بالتأكيد؛ غير أن أياً منهم قد شارك «صالح» لاحقاً في الحكم هو قاتلٌ قطعاً. في مشاهد فيلم «الغداء الأخير» وشهود تقرير «توجيه التحرير» لم يذكر اسم «الشيخ الأكبر»، أقصد «الأحمر»، ربما خوفاً من تحضير الغائبين من «الشياطين» أو طمعاً في تأطير الحاضرين من «الجن»؛ إلا أن الحقيقة هي أن الذي قتل الحمدي هي السعودية وجميع مرتزقتها الذين حكموا لها اليمنيين من بعده. وارجعوا إن أردتم إلى حديث المرحوم العيزري، وراجعوا شيكات العملة الصعبة و«شوالات» العملاء الرخاص جدا. نقطة آخر السطر.
المصدر «لا» 21 السياسي