«لا» 21 السياسي -
 ستة أشهر بعد سبع سنوات قضاها اليمنيون في مواجهة ومجابهة عدوان مستمر ووحشي، ولم يطرأ في ليالي الهدنة ما يشير إلى قدوم نهاراتٍ أو تفجر أنهار. المتابع الحصيف كان يعلم أن في الأمر خدعة كما هي في الحرب، وأن أم العدوان أرادت من الهدنة ما أرادته من الحرب: تجويع وتركيع اليمنيين.
استمرار احتجاز سفن النفط وطائرات المرضى ورواتب الموظفين وطرق المسافرين، وتمديد يتبعه آخر، لا لشيء سوى خلق الحنق وخنق الخلق وتأمين النفط لمدفئات ألاسكا وولايات أمريكا الشمالية.
أرادوا من الهدنة التملص من تبعات عدوانهم البربري والتخلص من دفع فواتير القتل والدمار والحصار، وأرادوا تحويل المؤقت الناقص إلى دائم كامل، في مراوغة شيطانية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
بكل تأكيد، لا يريد اليمنيون ساحات الحرب؛ لكنهم لا يرضون بالموت على مسافات الهدنة، ولن يرتضوا لأنفسهم الهلاك بين السلة والذلة؛ لذلك فقد رفضوا التمديد للجفاف، وآن لهم مد أرجلهم أقرب ما بين الكفاف والعفاف، وأيديهم أبعد ما بين الصفاف والضفاف.
حسنا، الحرب خدعة، أما السلام فلا. الحرب بشعة؛ غير أن الهدنة أشد من القتل.
علي عطروس