لا ميديا -
«حقّقت تلك المعركة كل مقوّمات الفَرادة بالأرقام وتوازن القوى عدداً وعتاداً، فقد واجه نحو ثلاثين شاباً مقاوماً لواء غولاني الإسرائيلي ووحداتٍ من الهندسة والدروع وكتيبة المظلّيين» (معين الطاهر).
ولد يعقوب عبد الحفيظ سمور عام 1953 في نابلس. عام 1972 التحق بجامعة بيروت العربية، حيث انضم لحركة فتح وواصل عمله التنظيمي السري حتى عام 1976 داخل الأرض المحتلة.
عام 1976 كُشف نشاطه فغادر إلى بيروت وتفرغ للعمل العسكري. التحق بالكتيبة الطلابية «كتيبة الجرمق»، وعُين قائداً عسكرياً لموقع قلعة الشقيف الاستراتيجي جنوب لبنان، التي لا تبعد عن حدود فلسطين أكثر من 10 كيلومترات. وكان نائبه اليماني  عبد الكريم الكحلاني.
معركة البطولة في القلعة التي كان فيها 33 مقاتلا من كتيبة الجرمق دارت مع بدء الاجتياح في 4 حزيران/ يونيو 1982. فقد شارك في الهجوم عليها 1200 جندي من لواء غولاني، بحسب فيلم وثائقي بثّته «القناة العاشرة».
قُصفت القلعة يوم 4 حزيران/ يونيو 1982 بأكثر من 110 غارات جوية. تم إسقاط طائرة «سكاي هوك» وأسر طيّارها وسُلم  إلى القيادة في بيروت مباشرةً، وظهر في مؤتمرٍ صحفي. شتت المقاتلون الهجوم الأول لكتيبة المظلّيين. وبدأ الهجوم الثاني الرابعة عصراً، وهو الذي قُتِل فيه قائد الهجوم، وقد فشل تماما. الهجوم الثالث جاء ليلاً ودار فيه قتال من خندق إلى خندق، وظهر المقاتلون فجأة أمام وخلف القوّة الصهيونية. أبيدت المجموعة الأولى التي تقدمت بالكامل، واستمر القتال حتى ساعات متأخّرة من الليل حين اندفع الصهاينة بالدبابات إلى ساحة القلعة ذاتها، وفيها وقع عدد كبير من الخسائر الصهيونية. في عصر ذلك اليوم أيضا أسقط المقاتلون طائرة مروحية قتل فيها أربعة ضباط من هيئة الأركان.
ظهيرة يوم 7 حزيران/ يونيو هبطت طائرة مناحيم بيغن وآرئيل شارون ورافائيل إيتان، وهنا صُدِم بيغن بالحديث عن القتال الضاري الذي دار في القلعة، واستشهاد كل المقاومين فيها. حاول شارون إخفاء خسائره وقال: «ليس لدينا خسائر»، فإذا بأحد الجنود يقول له: «حيث تقف سقط ستة قتلى». قدرت خسائر العدو بـ150 قتيلا.
أصيب بيغن من يومها بالاكتئاب واعتزل ثم استقال.