في مواجهة لاءات نصر الله
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي
نشر موقع (N12) مقالة مشتركة لكل من الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية (أمان)، الجنرال عاموس يادلين، والباحث في «معهد هرتزليا للسياسات والاستراتيجيا» الضابط المتقاعد أودي أفينطال، تمحورت حول تداعيات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان الاحتلال، ولاسيما مواقف حزب الله من هذه المسألة.
يقول الضابطان الصهيونيان: «منذ ثلاثة أشهر، نصر الله يهدد إسرائيل قبيل بدء استخراج الغاز المتوقع من حقل كاريش. ويحذر بأنه جاهز للمخاطرة بحرب، في حال بدأت إسرائيل باستخراج الغاز قبل أن ينال لبنان حقوقه ويحصل على مطالبه الكاملة في المفاوضات على الحدود البحرية. نصر الله يهدد بأنه في حالة كهذه، لن يكتفي بضرب كاريش، بل سيمنع استخراج الغاز من كل الحقول في فلسطين، بحسب قوله. إن اللهجة التي يتحدث بها نصر الله غير مسبوقة، من حيث وتيرة التصريحات وحدتها، على الأقل منذ حرب لبنان الثانية (2006)، ويبدو أنها تتطرف أكثر. وبعد أسابيع قليلة من بدء هذه اللهجة، فإنه دعمها بالأعمال؛ ففي حدثين منفصلين، أطلق حزب الله أربع مسيرات غير مسلحة في اتجاه المياه الاقتصادية الإسرائيلية، تحمل المسؤولية علناً، وهدد بعمليات إضافية.
الطريقة العدوانية التي يتبناها نصر الله، والثقة بالنفس التي يبثها، جزء من اتجاه يتعزز في الأعوام الأخيرة، وفي إطاره، يضع نصرالله إسرائيل أمام معادلات جديدة، وفي أغلب الأحيان، لديه الجهوزية لاستعمال القوة بهدف تثبيتها: لا لطائرات من دون طيار في سماء لبنان، ولا لضرب سلاح الجو في الأراضي اللبنانية كرد على قذائف فلسطينية إلى إسرائيل، ولا لقتل رجاله في الضربات الإسرائيلية في سوريا، ولا لاستخراج الغاز من المياه الاقتصادية السيادية لإسرائيل.
يبدو أن ثقة نصر الله بقدراته على المضي حتى النهاية والمخاطرة بتصعيد مع إسرائيل تحت: أولاً: إسرائيل امتنعت عن الرد على إطلاق حزب الله مسيرات، واكتفت بإسقاطها؛ ثانياً: هي تستمر في المفاوضات على الحدود البحرية، في ظل تهديدات الحزب باستعمال القوة ضدها، في حال لم تعجبه مواقفها خلال المفاوضات. وبذلك، تبدو متلهفة لإنهاء المفاوضات، بهدف إلغاء احتمال الحرب، إذ تبدو في الخلفية تسريبات ورسائل تفيد بأنها جاهزة لتقديم تنازلات كريمة في المفاوضات؛ ثالثاً: في حين يتحدث نصر الله عن احتمال الحرب، يتحدث مسؤولون إسرائيليون عن «أيام معركة»، بدلاً من تحذيره من أن السير على الحافة من الممكن أن ينتهي بالسقوط إلى الهاوية، وبحرب واسعة لم يرَ لها مثيلاً، كما حدث في سنة 2006؛ رابعاً: إسرائيل لا توضح بالشكل اللازم استراتيجياً، ما يخص موقفها وخطواتها، لوضع المفاوضات وبدء استخراج الغاز. من الممكن أن ينتهي هذا الوضع بين حزب الله وإسرائيل باشتباك قوي جداً، حتى ولو كان الطرفان لا يريدانه، إذ يُقدر كل طرف أن الطرف الآخر غير معني بحرب، وهو ما يُنتج وضعاً تكون الحسابات فيه مغلوطة، فيقوم أحدهما بخطوة أكبر من قدرة المنافس على الاحتواء. وفي الظرف الحالي، هذا الوضع يُميز حزب الله بالأساس، الذي يقدر بشكل مغلوط تصميم إسرائيل والجيش على حماية الطاقة القومية – الاستراتيجية في مناطقها السيادية»
المصدر «لا» 21 السياسي