«لا» 21 السياسي -
يقال إن نبوخذ نصر، أعظم ملوك بابل، أصيب سبع سنوات بمرض نفسي غريب، فكان يعتقد أنه «ثور» وراح يمشي على أطرافه الأربعة ويأكل العشب من المراعي ويستعيض عن الكلام بالصراخ والخوار... وتعرف حالة الملك البابلي اليوم باسم «البانثروبيا»، وهي اضطراب نفسي نادر للغاية أصاب نبوخذ نصر في القرن السادس قبل الميلاد، كما أصاب أميراً فارسياً عالجه الطبيب المسلم ابن سينا في القرن العاشر، إذ لجأ إليه ذوو الأمير مجد الدولة يطلبون منه علاج ابنهم المريض والذي يعتقد أنه «بقرة». وفي العصر الحديث لا تزال تلك الحالة موجودة على ندرتها.
ورغم أن البانثروبيا هي اضطراب نفسي نادر للغاية فإن من السهل جداً تشخيصه وملاحظة أعراضه، فالمصابون بهذا المرض يفقدون إحساسهم بأنهم بشر ويعتقدون أنهم أبقار أو ثيران ويبدؤون بالتصرف على هذا الأساس.
وقد ربط الطبيب النمساوي سيغموند فرويد هذه الحالة بالأحلام، إذ يوجد بعض المرضى الذين حلموا في البداية أنهم أبقار ثم صدقوا أحلامهم على أرض الواقع.
وردت قصة نبوخذ نصر في الكتاب المقدس، وفي «سفر دانييل» على وجه التحديد، إذ قيل إنه أصيب بالجنون و»طُرد من بين الناس وأكل العشب كالثيران».
تذكرت هكذا مرضا وهكذا قصصا وأنا أقرأ بيان الأزهر قبل مدة وهو يحذر من «تطبيع» المثلية (الشذوذ)، في الوقت نفسه الذي كان الصهاينة عبراناً وبعراناً ثيراناً وأبقاراً يُطبّعون مع بعضهم جهاراً نهاراً وفي حالة تشبه البانثروبيا الجماعية وعلى عينك يا أزهر!
كما تذكرت ذلك مع إعلان مجموعة من الدول الخليجية منع عرض فيلم «مارفل» الجديد:
(Thor: Love and Thunder) «ثور: الحب والرعد»، إخراج تايكا وايتيتي ــ 119 د. أما السبب فليس لأنّه من بطولة الممثلة نتالي بورتمان، التي تحمل الجنسية «الإسرائيلية»، وإنّما على خلفية مشاهد اعتبرت أنّها تحتوي على «مشاهد تشجع على المثلية الجنسية».
هكذا منعت البحرين وقطر والكويت عرض الشريط، فيما سمحت الإمارات بمشاهدة الفيلم فيها.
يعني وفيما الأبقار «تبرطع» في الواقع وعلى الأرض بل وفي أجواء المدن المقدسة مع الثيران، ويخرج البانثروبيون من الأعراب على الناس وهم يمشون على أربع «يتليكعون» على ألوان قوس قزح و«يتكعكعون» على سيدهم (ثور) واشنطن وسيدتهم (بقرة) «تل أبيب»! هُزلت!!