«لا» 21 السياسي -
وجهت الأميرة هند بنت فيصل القاسمي انتقادات لليهود واتهمتهم باستغلال محرقة الهولوكوست من أجل استدرار التعاطف والاستدعاء الدائم لعقلية الضحية، بينما قالت إن المسلمين يعفون ويمضون قدماً، وفق ما ذكرته صحيفة (The Times Of Israel) العبرية.
الأميرة الإماراتية نشرت، السبت 6 آب/ أغسطس، تغريدة على موقع «تويتر»، قارنت فيها بين تعامل اليهود مع ذكرى ضحاياهم في محرقة الهولوكوست، وتعاملِ المسلمين مع ذكرى ضحاياهم في حروب مختلفة على مدى العقود الأخيرة.
وزعمت صحيفة (The Times of Israel) العبرية أن ما قالته القاسمي لليهود ليس أول اتهام منها بحق اليهود، وإنما هو الأحدث ضمن مجموعة طويلة من التصريحات التي تضمنت انتقادات لاذعة لـ»إسرائيل» ومعاداة للسامية، بحسب الادعاءات الصهيونية.
لدى الأميرة هند بنت فيصل القاسمي أكثر من 533 ألف متابع على موقع «تويتر»، وغالباً ما تنتشر تغريداتها على نطاق واسع، وتجذب الآلاف من التغريدات والإعجابات.
كتبت الأميرة في تغريدتها: «قُتل 6636235 يهودياً في الحرب العالمية الثانية في أوروبا. ومات ما لا يقل عن 12.5 مليون مسلم في الحروب على مدى 25 سنة ماضية، ومع ذلك لا تجد أبداً مسلماً يكتب كتباً وينتج أفلاماً ويضع قانوناً يقول إذا لم تتعاطف مع محنتنا فأنت لست إنساناً. وإنما نحن نعفو ونمضي قدماً».
كانت الأميرة هند كتبت تغريدة أخرى، الأحد 7 آب/ أغسطس، قالت فيها: «أنتم تعرفون من يسيطر على وسائل الإعلام. هم يريدونك ألا تشعر بأقل قدر من التعاطف مع الأطفال القتلى، بزعمِهم أن آباءهم الإرهابيين استخدموهم كدروع بشرية. لكن لا أحد يصدقكم. تحلَّوا بالرشد. أوقفوا الحرب. -غزة».
في تغريدة أخرى، قالت الأميرة هند بنت فيصل القاسمي إن الفلسطينيين يعانون «المصير نفسه» الذي كابده اليهود في الهولوكوست. وأضافت: «لقد بكينا جميعاً على ما فعله النازيون باليهود في ألمانيا. ومع ذلك، فإن من المثير للعجب أن الصهاينة اليهود لا يبكون على فعلهم الشيء نفسه بالفلسطينيين. يستولون على منازلهم إن لم يغادروها، ويُرهبونهم ويقصفونهم بالقنابل، فالموتى لا يتكلمون».
ليست هند هي الأولى من بني القاسمي التي تعبر عن هكذا انتقادات لليهود الصهاينة، فقد سبقتها زوجة حاكم الشارقة (التي يحكمها بنو القاسمي) والتي انتقدت بشدة تجول ورقص حاخام يهودي في شوارع العاصمة السعودية الرياض.
وبعد تملمُل داخل بني سعود إثر بثّ مشاهد لصهاينة بمكّة والمدينة، شهدت البحرين إقالة مي آل خليفة، رئيسة هيئة الثقافة والآثار، لرفضها مصافحة سفير «إسرائيل».
وتتجاوز قضية وزيرة الثقافة البحرينية السابقة، مي آل خليفة، الرمزيّات التي أحاطت برفضها مصافحة السفير «الإسرائيلي» في المنامة، إيتان نائيه، وقيام حمد بن عيسى، بطردها من المنصب نتيجة لذلك، ثمّ انطلاق حملة تضامن واسعة معها، بحرينياً وخليجياً وعربياً.
ما فعلته مي حمل إلى السطح صراعات خفيّة داخل أُسر الحُكم في الخليج حول مسألة العلاقة مع الكيان الصهيونية، حيث تتضمّن كلّ تلك الأُسر أجنحة رافضة للتطبيع، إن لم يكن لأسباب مبدئية، فلأسباب تتعلّق بمستقبلها، خصوصاً أن العديد من الأنظمة الخليجية تعيش مرحلة انتقالية على مستوى الشرعية والتغطية الأمنية لوجودها كما يقول حسين إبراهيم من «الأخبار» اللبنانية.
مي آل خليفة هي حفيدة عبد الله بن عيسى آل الخليفة، الذي خاص صراعاً على الحُكم مع جدّ الملك الحالي -والذي يحمل الاسم نفسه (حمد بن عيسى)- في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث دَعم البريطانيون الأخير لأنه أكثر مواءمة لمصالحهم.
وكذلك، تُعتبر الوزيرة السابقة محسوبة على رئيس الوزراء الراحل، خليفة بن سلمان آل خليفة، عمّ الملك، والذي دخل في صراع معه هو الآخر، وظلّ في منصبه 50 عاماً منذ استقلال البحرين في عام 1971، إلى حين وفاته عام 2020، وكان مسيطراً على الأجهزة الأمنية، واليد الثقيلة في قمع انتفاضة 2011. وبعد وفاته، بدأ الملك، ووليّ عهده، سلمان بن حمد، إقالة الكثير من الشخصيات المحسوبة على خليفة، خاصة من صقور الأجهزة الأمنية.
ويشير موقف مي -كما موقف هند في الإمارات- والذي سُجّل خلال عزاء لوالد السفير الأمريكي في المنامة، إلى وجود جناح داخل الأُسرة المالكة في البحرين، يعارض إقامة علاقة مع الكيان الصهيوني، ويتماهى مع خيار شعب البحرين في هذا المجال، بمعزل عن الأزمة الداخلية في البلاد.
التضامن مع مي، الذي كان أبرز من عبر عنه الشاعرة والشيخة الكويتية سعاد الصباح، يشير إلى حالة اللارضا من قبل بعض غرف بيوتات الحكم الخليجية عن طابع الصهينة التي يسعى (مبس) و(مبز) وأذيالهما إلى جعله سلم الأمان لهما ولأبنائهما في الصعود والبقاء في الحكم.