لا ميديا -
لم يمنح عمله الجهادي الفرصة لأولاده أن يكبروا أمام ناظريه، لأنه الحاضر الغائب. لقد تحوّلت أيامه إلى طرقات لا تنتهي، ووجهات سير لا يعرفها أحد.. وما من تعب ظهر في ملامح وجهه.
رجل لم يفصح دمه القاني عنه، والعبوة التي مزقت جسده ذات صباح صيفي، لم تزح ستار الغموض الذي طوى حياته ووجهه الحقيقي، ربما قدمت تلك العبوة إشارة إلى لحظة بدء انتظارها له منذ العام 1982 مع انطلاقة المقاومة الإسلامية.
ولد في بريتال بعبدا عام 1961 لم يكمل دراسته وتطوع عام 1980 في الجيش اللبناني.
مثل اجتياح العدو الإسرائيلي للبنان عام 1982 الشرارة الأولى التي أفضت إلى تشكيل الخلية الأولى للمقاومة الإسلامية، فانطلق ليكون ضمن نواتها الأولى.
خضع للعديد من الدورات الثقافية والعسكرية والأمنية العالية المستوى، التي أهلته بموازاة الإخلاص للعمل في العديد من الأماكن الحساسة مشاركا في العديد من العمليات العسكرية والمهام الجهادية من سهل البقاع الى المغارات على طول الحدود مع فلسطين المحتلة.
بعد اغتيال القائد علي ذيب «أبو خضر سلامة» من قِبل عملاء الموساد في لبنان، أوكل إليه متابعة التنسيق لدعم الانتفاضة في فلسطين فاضطر إلى الانتقال الى بيروت. وعلى الرغم من أن حياته ظلت مختزلة بالعمل، بالإضافة إلى كونه الرجل الذي لا يترك وراءه أو مما تختزنه ذاكرته سوى الرماد، فقد خاض معركة الملاحقة الدائمة له من العدو الصهيوني متوقعا كل الاحتمالات.
عده جهاز الموساد الصهيوني «أحد أخطر الرجال» الذين يهددون أمن واستقرار كيانهم الغاصب، على إثر الضربات الموجعة التي وجهها إليه طوال سنوات، فتوعد أحد قادتهم العسكريين بأنه «سيقتل علي صالح ولو كلفه ذلك مليون دولار».
استشهد يوم 2 أغسطس عام 2003 بتفجير سيارته بعبوة ناسفة في الضاحية الجنوبية.
بعد أكثر من أربعة أعوام على اغتياله أصدر قاضي التحقيق العسكري قراراً اتهم فيه محمود رافع بتفجير سيارة صالح وقتله قصداً بتكليف من الاستخبارات الإسرائيلية، طالباً محاكمته أمام المحكمة العسكرية، بناءً على مواد قانونية تنص على عقوبة الإعدام.