«لا» 21 السياسي -
نشرت مجلــــة «أمريكــان برسبيكت» الأمريكية مقالاً لسارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لـ»منظمة الديمقراطية فـــي العالم العربـــــي»، حول التحول الحادث في علاقات الولايات المتحدة بدول الخليج العربـــــي، لاسيما السعودية والإمارات.
تقول ويتسن: «بمجرد وصول بايدن إلى السلطة، أعلنت إدارته أنها ستنهي دعمها للحرب السعودية على اليمن، وعلَّقت لفترة وجيزة بعض مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات، وسحبت ثماني بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ من المنطقة».
ولكن بالسرعة نفسها، أذعنت الإدارة الأمريكية لكي تطمئن الخليج إلى أن «العمل الحقيقي» سيبقى كالمعتاد.
وتشير الكاتبة إلى أنه في نيسان/ أبريل الماضي، وافق البيت الأبيض على تمرير صفقة أسلحة إلى الإمارات تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، وأعلن أنه سيوقف عن بيع فئة غير محددة من مبيعات الأسلحة (الهجومية) فقط إلى السعودية. وفي الأسبوع الماضي، خلُص مكتب المساءلة الحكومية إلى أن التمييز لا معنى له، حيث لم يتمكن مسؤولو وزارة الخارجية من «تقديم تعريف للمعدات ذات الطبيعة الدفاعية». وتبِع ذلك في الخريف الماضي صفقة صواريخ للسعوديين تزيد قيمتها على مليار دولار، إلى جانب عدد من صفقات الأسلحة الكبرى الأخرى.
وتشير الكاتبة إلى أن الإدارة الأمريكية تعرضت لضغوط من صناعة الدفاع، والتي يرتبط من خلالها كبار المسؤولين، لاسيما وزير الخارجية أنطوني بلينكين ووزير الدفاع لويد أوستن، بعلاقاتٍ تجارية وشخصية عميقة وطويلة الأمد.
كما واجهت الإدارة الأمريكية، وعلى نحو متزايد, القوة الموحَّدة لجماعات الضغط «الإسرائيلية» والسعودية والإماراتية، التي تحركت لخنق إعادة التقييم الموعودة للعلاقات، ملوِّحة باحتمال انضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام، وتطبيع العلاقات بين «إسرائيل» ودول الخليج، بوصفه انتصاراً لأمريكا.
ووفق تعبير الكاتبة، فقد ضاعفت الضربات الصاروخية اليمنية، التي ألحقت أضراراً جسيمة بأبوظبي لأول مرة، على نحو دراماتيكي من الترانيم الجنائزية التي عزفتها جوقة صغار العاملين في المؤسسات البحثية الذين انتقدوا تخلي بايدن عن «حلفائنا» في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن الإدارة قد أطنبت في مدح نفسها بسبب تأمينها وقف إطلاق النار السعودي/ الإماراتي في اليمن مقابل التنازلات الأمريكية الهائلة، فحقيقة الأمر أن وقف إطلاق النار جاء هدية لحفظ ماء الوجه ستسمح لدول الخليج بالخروج بهدوء من مستنقع كارثي باهظ الكلفة هناك، لاسيما في أعقاب فهم جديد للضرر الذي يمكن أن يلحقه الحوثيون بهم.