«لا» 21 السياسي -
أخي المواطن! لا تستغرب ولا تتوجع من أي ضرائب نفرضها عليك، وآخرها «ضريبة الدبة الغاز»، فنحن أرفق بك من نفسك وأشفق عليك من ذاتك، وكل ما «نضربك» به وله و«نضربه» فيك وعليك هو من أجل أن نوفر لك الكهرباء والماء ونسفلت الطرق ونرمم المدارس وندعم المستشفيات بالأطباء والأدوية (فتح قنوات فضائية للبعض وشراء صوالين آخر موديل وفيلل آخر لوكس للبعض الآخر كلها إشاعات)!
نحن أرحم بك من أمك، وأرأف عليك من أبيك. وحتى تعرف حقيقة ذلك تخيل أن بيتر الأول، قيصر روسيا، مثلاً، فرض في العام 1718 ضريبة على الروح، بل هنالك من الضرائب الغريبة التي لن تخطر على بالك قد فرضها غيرنا وما زالت قيد البحث والدراسة لدينا ولم نقرها بعد ونوجزها لك في التالي:

1. زيت الطهي
هل تستخدم زيت القلي عدة مرات قبل أن تتخلص منه؟! يؤسفنا أن نخبرك أنك قد لا تستطيع ممارسة هذه العادة التوفيرية كما كان يحدث في مصر القديمة.
فلو تصور أي شخص شجاع يحب التوفير أن تكرار استخدام زيت الطهي فكرة عبقرية فعليه أن يحترس من كتبة الضرائب؛ وهذا لأن إعادة تدوير زيت الطهي كان مخالفاً للقانون وكان الكتبة يفتشون المنازل بحثاً عن الزيت المستعمل، ولو عثروا عليه فإنهم يوجهون تحذيراً صارماً لصاحب المنزل ويجبرونه على شراء زيت جديد ودفع الضريبة المطلوبة.

2. البول
كان جمع البول مشهداً مألوفاً في الحمامات العامة في روما القديمة. وكان البول الغني بالأمونيا يُستخدم في عدد من العمليات مثل الدباغة وإنتاج الصوف وتنظيف وتبييض الأثواب الرومانية الصوفية وتبييض الأسنان.
لذلك حين احتاج الإمبراطور فيسباسيان إلى زيادة المال في خزائنه قرر فرض ضريبة على البول، على أن يدفعها جميع من يشترون بول العوام.

3. الجبناء
إذا رأى أحد الفرسان في إنجلترا في العصور الوسطى أن لديه أشياء أفضل ليفعلها بدلاً من القتال في حرب أخرى، فيمكنه دفع ضريبة كان يطلق عليها (scutage). وهذه الضريبة التي كانت تسمى أحياناً «ضريبة الجبناء» تُمكِّن الفارس من الامتناع عن المشاركة بالقتال في أي حرب. واشتهر الملك جون الذي حكم من عام 1199 إلى عام 1216 باستغلال هذه الضريبة التي كان يطالب بها حتى حين لا تكون البلاد في حالة حرب.

4. العزوبية
عندما قرر أغسطس قيصر، أول إمبراطور روماني، استغلال تظاهره بالتقوى والصلاح لترسيخ قواعد حكمه، وجد بعض الرجال العزاب أنفسهم من المنبوذين. كان الإمبراطور يكافئ العائلات التي لديها ثلاثة أطفال أو أكثر (لاسيما الذكور)، بينما فُرض على العزاب البالغين من العمر 38 عاماً أو أكثر ضريبة العزوبية، إلى جانب منعهم من حضور المباريات والأحداث العامة.

5. الأعداء
عندما حكم أوليفر كرومويل الجزر البريطانية باعتباره اللورد الحامي (من عام 1653 إلى عام 1658) واجه مشكلة مع الملكيين. وكي يضمن سيطرته على الأمور احتاج إلى تشكيل مليشيات عسكرية. وكي يدفع للمليشيات توصل إلى فكرة مبتكرة: فرض ضرائب على أعدائه. فرض كرومويل ضريبة دخل قدرها 10 ٪ وعُرفت بـ»ضريبة العقاب» على الملكيين، وكان تبريره هو أنه لم يكن سيحتاج إلى تمويل مليشيات عسكرية لولا مؤامرات وإزعاج الملكيين.

6. اللحى
تشير بعض المصادر إلى أن الملك هنري الثامن، ملك إنجلترا، فرض ضرائب على اللحى؛ رغم عدم وجود أي سجلات تثبت ذلك.
لكن المؤكد هو أن بطرس الأكبر، حاكم روسيا، فرض ضرائب على رعاياه الملتحين وسُمح للرعايا الفقراء بإعفاء لحاهم مقابل «كوبيكين» (الروبل يساوي 100 كوبيك) سنوياً، بينما اضطر الأثرياء إلى دفع 100 روبل.

7. النوافذ
فُرضت ضريبة النافذة أول مرة في بريطانيا عام 1696 في محاولة لفرض ضرائب على المواطنين بناء على ثروتهم المفترضة. فالمزيد من النوافذ يعني منزلاً أكبر، لذا يضطر صاحب المنزل إلى دفع ضرائب أكثر من الشخص الفقير الذي يسكن منزلاً أصغر بعدد نوافذ أقل.

8. كل شيء تقريباً في العصر الجورجي
بعدما انتهى سكان بريطانيا من سد نوافذهم مع بداية القرن الثامن عشر بدأ العصر الجورجي بمجموعة غير مسبوقة من الضرائب.
بدا أن الجورجيين فرضوا ضرائب على أي شيء من أجل سداد ديون الحرب البريطانية، وتضمن ذلك ضرائب على الطوب والشموع وساعات الحائط وساعات الجيب والمشروبات والزجاج والقبعات وورق الحائط والأدوية وبطاقات اللعب والصابون...
وعليه فإننا نهيب بجميع الإخوة المواطنين الاستعداد لتضريب أنفاسهم وضرب أنفسهم، وألا يصدقوا أولاد «المضاربة» وعيال «الضريب» وأبناء «الضرب» وبني «المضرابة» وآل «الضريبي»، وليكن شعار الكل من أجل «المصلحة» وفي سبيل «الضرائب»، ولتعش حكومة «الإنقاذ» الضريبي!