لا ميديا -
عقب احتلال «إسرائيل» قطاع غزة عام 1967، كانت قواتها تطارد صوره المعلقة على حوائط المنازل، وفي بعض المحلات والمقاهي، وتزيل كل ما يذكرها به... ورغم ذلك لا يزال اسمه يُقرأ على ميدان في الإسكندرية، وعلى أطول شوارع عين شمس، وفي قطاع غزة هناك شوارع ومدارس وميادين تحمل اسم مصطفى حافظ إلى اليوم.
 ولد مصطفى حافظ في المنوفية عام 1920. التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1940، وحصل على عدة فرق عسكرية، منها فرقة في الطبوغرافيا وأخرى في الأسلحة.
عام 48 عين حاكماً لرفح. سافر إلى غزة عام 1951، حيث كانت قوات الاحتلال وعصابات الصهاينة تواصل اعتداءاتها على اللاجئين في قطاع غزة، بعد هدم قراهم وإحلال المستوطنات المغتصبات محلها.
عام 1955 حصل على فرقة في المدرعات. بعدها حضر اجتماعا مع عبد الناصر تقرر فيه إنشاء كتيبة للأعمال الفدائية، واختير هو لهذه المهمة، ورقي إلى رتبة عقيد. سافر إلى غزة التي كانت تتبع الإدارة المصرية، وبدأ في تكوين وتدريب شبكة فدائية واسعة من الشباب تنتشر في أنحاء الأراضي المحتلة، لتواجه اعتداءات قوات الاحتلال وعصابات الصهاينة على الفلسطينيين. وخلال عامي 1955 و1956 سببت العمليات الفدائية التي قادها رعباً للصهاينة المحتلين، فقد طالت مستوطنات في اللد و»تل أبيب» والمدن الكبرى، وجرت ضد وحدات عسكرية وواجهت وأحبطت العديد من الهجمات الإرهابية للعصابات المسلحة. واهتم بتأمين عودة الفدائيين سالمين إلى غزة.
حرص على تنسيق الجهود مع الفدائيين الفلسطينيين على الجبهة السورية، من خلال الملحق العسكري المصري في عمان، فتطور حجم العمليات التي ينفذها الفدائيون خلف خطوط العدو.
فشلت أكثر من محاولة لاغتياله، بالهجوم المباشر والإنزال الجوي أو بالسيارات المفخخة. وتلقت أجهزة الاستخبارات توبيخاً من موشي ديان لإخفاقها في اصطياده، وأصبح مطلوبا حياً أو ميتاً.
اغتيل يوم 11 تموز/ يوليو عام 1956 بواسطة طرد مفخخ. ورد اسمه مرات عديدة في خطاب الرئيس عبد الناصر عن تأميم القناة: «من أيام قليلة استشهد مصطفى حافظ، قائد جيش فلسطين، وهو يؤدي واجبه من أجلكم، ومن أجل العروبة... آلى على نفسه أن يدرب جيش فلسطين، فهل سها عنه أعوان الاستعمار؟! هل سهت عنه إسرائيل؟! اغتيل بأخس أنواع الغدر والخداع».