«لا» 21 السياسي -
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحافيين: «الالتزامات التي ننتظرها من السعوديين لا علاقة لها بالطاقة؛ إذ لا يتخطى الأمر كونه مجرد انعقاد اجتماع على نطاق أكبر في السعودية. وهذا سبب زيارتي للمملكة. ويتعلق الأمر بالأمن القومي للسعوديين والإسرائيليين». وأضاف: «فالأمر يتعلق بقضايا أكبر بكثير من التطرُّق إلى أسعار الطاقة».
وكشف سفير واشنطن لدى «تل أبيب» أن زيارة جو بايدن تهدف إلى «تقوية العلاقة بين إسرائيل والسعودية».
وأوضح السفير توم نايدس، في تصريح لصحيفة «يسرائيل هيوم»، أن بايدن سيعمل على توسيع «الإطار الأمني في الإقليم».
ولم يفت نايدس التذكير بأن بايدن يعرّف نفسه كـ»صهيوني يهمه أمن إسرائيل بشكل كبير»، معتبرا أن جولته تدل على أن علاقته بـ»إسرائيل» «لا يمكن المساس بها».
تامير موراج، الكاتب في صحيفة «إسرائيل اليوم»، ذكر  أن «عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية أخذت خطوة أخرى من خلال فتح المجال الجوي السعودي أمام شركات الطيران الإسرائيلية، التي تتجه رحلاتها الجوية إلى الإمارات والبحرين، فيما تمتلك شركة طيران الهند تصريحاً خاصاً للطيران عبر المجال الجوي السعودي في رحلاتها المتجهة إلى إسرائيل. كل هذا متوقع أن يتغير قريباً عندما تتمكن الطائرات الإسرائيلية والأجنبية المتجهة إلى إسرائيل من التحليق علانية في الأجواء السعودية، وهي خطوة ستقصر بشكل كبير أوقات الرحلات المتجهة إلى الشرق الأقصى، وتقلل أسعارها».
من ناحيتها نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» تقريراً أعدَّته لاهاف هاركوف تُسلِّط فيه الضوء على الاتفاق بين السعودية و»إسرائيل» بشأن صفقة لترتيبات أمنية في مضيق تيران تسمح لـ»إسرائيل» بالتحليق فوق الأجواء السعودية.
وأشارت الكاتبة إلى أن من المقرر ألا يُعقد اجتماع علني بين المسؤولين «الإسرائيليين» والسعوديين لإعلان الاتفاقية؛ لكن بايدن سيقدمها على أنها إنجاز لإدارته خلال رحلته إلى المنطقة، وهي الزيارة التي تشمل «تل أبيب» والرياض.
فيما قال معلق الشؤون الخارجية في القناة 13 العبرية إن «جوهر زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة هو السعودية، مع خطوات صغيرة رمزية لبناء الثقة؛ لكن بالنهاية تشق الطريق أمام التطبيع بيننا وبين السعودية».
ونقل أن «ما يهم المؤسسة الأمنية هو التوصّل إلى اتفاقات عبر الأميركيين بشأن خطوات مشتركة ضد إيران»، مشيراً إلى أن «سفر بايدن مباشرة من مطار بن غوريون إلى السعودية ليس أمراً رمزياً».
ويتوقع الزميل الزائر في «المركز العربي - واشنطن»، دانييل برومبرج، أن «الدبلوماسية الإقليمية للحكومة السعودية ستحصل أيضاً على دفعة كبيرة، وستكون خطوة التطبيع المحتملة بين السعودية وإسرائيل بمثابة ريشة ضخمة في قبعة بايدن، من شأنها أن تساعده على صرف الانتباه أو حتى إسكات الانتقادات في الكونجرس بشأن التقارب الأمريكي السعودي، بسبب ملف حقوق الإنسان».
الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد في مقال لها على موقع «ميدل إيست آي» قالت إن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني سيكون ثمن لقاء جو بايدن مع ابن سلمان.
وأضافت أن السعودية تستخدم التطبيع مع «إسرائيل» كورقة مساومة لاستعادة وضعها المميز في واشنطن. ومع الحرب في أوكرانيا والارتفاع العالمي في أسعار الطاقة، يخوض ولي العهد محمد بن سلمان مفاوضات من موقع قوي من الناحية الاقتصادية، ولكنه ضعيف من الناحيتين السياسية والعسكرية.
حيث يريد ابن سلمان من بايدن التعهد بدعم مساعيه للتتويج ملكا بعد وفاة والده؛ إذ لا يمكن التغلب على عدم اليقين بشأن مستقبله، إلا إذا باركت الولايات المتحدة رسميا قيادته للمملكة. كما لا يزال ضعيفا جدا من الناحية العسكرية بدون الولايات المتحدة، التي ما فتئت تاريخيا تستجيب لاحتياجات المملكة إلى جبر ضعفها العسكري، من خلال تقديم دعم عسكري عاجل بدلا من إبرام تحالف أمني طويل المدى.
ولذلك تضيف الرشيد أن الاتفاق الأمني مع واشنطن سيكون الجائزة المتوقعة من رئيس أمريكي متردد. سوف يعرض ولي العهد تطبيعا كاملا مع «إسرائيل»، وفي المقابل يتوقع من واشنطن تسخير مواردها العسكرية في الدفاع عن المملكة.
وتختم الدكتورة مضاوي بالقول: «ما من شك في أن إسرائيل تساعد في إعادة تأهيل ولي العهد وتحسين صورته، حيث تزيد مراكز البحث والتفكير وجماعات الضغط التابعة لها في واشنطن دعاياتها التي تستهدف تحسين صورة ابن سلمان. ومن المفارقات أن إسرائيل غدت اليوم أكبر وكالة دعاية تعمل لصالح المملكة العربية السعودية في واشنطن».