لا ميديا -
«أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه، إنه قضاء الله وقدره، لكني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي، آثار سيئة على زملائي، فيصابوا بالخوف وتُقتل فيهم وطنيتهم».

ولد سليمان محمد عبدالحميد خاطر عام 1961 في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية.
في التاسعة من عمره شهد آثار قصف الطائرات «الإسرائيلية» لمدرسة «بحر البقر» الابتدائية في 8 أبريل سنة 1970 وخلفت 30 شهيدا من الأطفال.
التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية، وتجند في قوات الأمن المركزي.
يوم 5 أكتوبر عام 1985م وأثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة جنوب سيناء، شاهد مجموعة من الإسرائيليين وعددهم 12 يتسلقون الهضبة التي عليها نقطة حراسته.
التعليمات كانت واضحة: منع أي شخص من دخول المنطقة المحظورة ولو بإطلاق النار عليه. صاح محذرا إياهم من الاقتراب  ولكنهم واصلوا تقدمهم.
كرر صرخته ثلاث مرات دون فائدة.. إنهم يقتربون من كشك الحراسة، والظلام يحيط بالمكان.
تذكر التعليمات: «يوجد داخل كشك الحراسة أسلحة وأجهزة ومعدات لا يجوز لأحد أن يطّلع عليها، وممنوع  اقتراب أي أحد منها، مصرياً كان أو أجنبياً».
أطلق النار في الهواء لإخافتهم، لكنهم يواصلون تقدمهم، وهنا صوب بندقيته نحوهم ليردي 7 منهم.
تمت محاكمته عسكريا، وأظهر في كلمته أثناء المحاكمة وعياً كبيراً ووطنية عالية.
سأله المحقق: لماذا يا سليمان تصر على تعمير سلاحك؟
وببساطة قال: لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه. (الإجابة من أوراق التحقيق).
صدر الحكم عليه في ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا، ورُحّل إلى السجن الحربي.
أعلن بعد صدور الحكم «أن هذا الحكم هو حكم ضد مصر، لأني جندي مصري أدى واجبه».
احتج الإسرائيليون على الحكم، وبررت الحكومة المصرية أنه مجنون، لنزع أي قيمة وطنية منه وللحيلولة دون مخاطبة الشعور المصري الوطني.
في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة خبر انتحاره شنقا بينما أكدت شهادات من أشخاص عاينوا جثته أنه مات مخنوقاً بسلك بعد سحله وضربه.