لا ميديا -
من طوكيو إلى بيروت، دفعت المناضلة اليابانية فوساكو شيغينوبو حياتها ثمناً لمواقفها، حيث حملت في وجدانها هدف النضال ضد الأنظمة الإمبريالية في العالم، من دون أن تضع الجغرافيا حاجزاً بينها وبين تحقيق هذه الغاية.
ولدت فوساكو في اليابان عام 1945. وفي الجامعة نشطت في الحركات الطلابية اليسارية المناهضة للإمبريالية. وساهمت في تأسيس فصيل الجيش الأحمر الياباني الذي نشط في مناهضة الحرب الأميركية على فيتنام، والاعتراض على سياسة اليابان اليمينية في دعم أمريكا في حرب فيتنام.
غادرت عام 1971 إلى بيروت، حيث كان النضال ضد الاحتلال الصهيوني وجها من وجوه النضال ضد الإمبريالية العالمية. وتطوعت في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعملت مع الناطق باسم الجبهة، الكاتب غسان كنفاني، في دائرة الإعلام المركزي، وانضمت مع آخرين إلى صفوف «الجبهة»، لتشارك في صناعة أفلام ومواد إعلامية للجبهة، وترجمة مواقفها ووثائقها السياسية إلى اللغة اليابانية.
ارتبط اسمها بعملية مطار اللد في 30 أيار/ مايو 1972، التي نفذها 3 فدائيين يابانيين. أسفر عن العملية، التي كان هدفها الأساسي اغتيال آرون كاتساف عالم السلاح البيولوجي الأول في الجيش الصهيوني، مقتل 26 وإصابة 73 آخرين أثناء تبادل إطلاق النار مع أمن المطار، وقتل اثنان من المنفذين وأسر الثالث.
انشقت عن الجيش الأحمر في اليابان، وقررت النضال ضد الاحتلال الاستيطاني انطلاقاً من لبنان. فأسست عام 1974 في لبنان الجيش الأحمر الياباني، الذي نفذ 3 من أفراده عملية احتجاز السفير الفرنسي في هولندا بهدف مبادلته بيابانيين محتجزين.
 اعتقلت عام 2000 في اليابان وهي متخفية باسم مستعار، حيث نجحت في التهرب من السلطات اليابانية مدة 25 عاما قبل اعتقالها. وخلال محاكمتها أعلنت حل الجيش الأحمر.
عام 2006 حُكم عليها بالسجن 20 عاما بتهمة اقتحام السفارة الفرنسية. أمضت قرابة 22 عاماً في السجون اليابانية وأطلق سراحها يوم 28 أيار/ مايو 2022.