لا ميديا -
«لقد أسر قلبي وتفكيري، وأقنعني بأن التقاعس عن الواجب الديني والوطني مخالفة وعصيان لأمر الله... وحين طلبت منه أن يتزوج قال لي: أنا مشواري طويل، ولكن لا تحزني، سأحقق أمنيتك وتشاركين في عرس خاص لي لن تشهدي له مثيلاً» (والدة الشهيد).
ولد إياد الصوالحة عام 1974 في محافظة جنين. خاض غمار الانتفاضة الأولى في صفوف حركة فتح - جماعة «الفهد الأسود». اعتقل عام 1992 وحكم عليه بالمؤبد بتهمة تصفية عملاء الاحتلال. وفي سجن عسقلان أقام علاقات وطيدة مع أعضاء حركة الجهاد الإسلامي.
أفرج عنه عام 1999 ضمن اتفاقيات أوسلو بين السلطة وكيان الاحتلال بعد أن قضى 7 سنوات خلف القضبان. انطلقت بعدها شرارة انتفاضة الأقصى، ليبدأ مشواره مع «سرايا القدس»، فنقل عمله العسكري من منطقة طولكرم إلى جنين.
تفاعل مع الأحداث بوتيرة متسارعة, وأصبح الرجل الأول في شمال الضفة، والمختص بأمور تصنيع وتجهيز العبوات الناسفة وأحزمة الاستشهاديين والسيارات المفخخة، برفقة الشهيد خالد زكارنة.
خطط لعدد من العمليات النوعية، أهمها: تجهيز شاحنة بنصف طن من المتفجرات كانت في طريقها لاستهداف منشأة للغاز في «تل أبيب»، واكتشفها الاحتلال في اللحظات الأخيرة، وقال رئيس وزراء الاحتلال وقتها شمعون بيريز: «لو تمت العملية لغيّرت خريطة الشرق الأوسط».
وبعدها «عملية مجدو»، التي أوقعت 20 قتيلا وأكثر من 100 إصابة في صفوف جنود الاحتلال.
نفّذ «عملية كركور»، التي قتل فيها أكثر من 17 جندياً صهيونياً. كما كان المسؤول عن العملية النوعية التي استدرج خلالها الاستشهادي مراد أبو العسل ضباط جهاز «الشاباك» في عملية معقدة وفجّر نفسه وقتل عددا منهم.
تمتع بعقليّة أمنية مميّزة مكنته من النجاح في إخفاء هويتّه وشكله حتّى عن المقاومين، الذين لم يعرفوه إلا باسم «أبو شقارة»، وحافظ على دائرته مغلقة وأبقى أماكن تواجده سرية. وخلال عامين من المطاردة أخفقت قوات الاحتلال واستخباراتها في الوصول إليه، فهدمت بيت عائلته، واعتقلت أمه وشقيقه.
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، حاصرت قوات الاحتلال منزلا في الحي القديم بجنين   وطلبت منه تسليم نفسه، فرفض وخاض معها اشتباكاً عنيفاً حتى استشهد.