«لا» 21 السياسي -
يقرر اللبنانيون غداً مصير بلدهم، من خلال التصويت في يوم الانتخابات النيابية الرئيسة، فيما يعده مراقبون يوماً تاريخياً مفصلياً وحاسماً للبنان، بين من يريده قوياً سيداً وبين من يريده ذليلاً أمام أبواب السفارات، بحسب تعبير سيد المقاومة حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، الذي أكد على التعاون والشراكة بين القوى السياسية في لبنان، وعدم قدرة الحزب على بناء الدولة وحده. وفيما حذّر من الإقصاء تحت عنوان الأكثرية والأقلية، أعلن عزم الحزب على الحضور في الحكومة بقوّة أكبر.
وأعلن السيد نصر الله في مهرجان انتخابي أن الحزب مصرّ على «الحضور في الحكومة بقوة أكبر، ونقول بأن هناك ما دفعنا لأن نصبح جزءاً من النظام وأصبح واجبنا تحمّل المسؤولية»، موضحاً أنه «عندما تتحالف القوى مع بعضها لا يجب على أحد أن يظن أننا أصبحنا حزباً واحداً وخطابنا وقراراتنا واحدة، وأيضاً الخلاف لا يعني أن تُفض هذه التحالفات».
وبشأن الغاز والنفط في المياه اللبنانية سأل السيد نصر الله: «لماذا لا نذهب لاستخراج هذا الكنز؟! خوفاً من أمريكا؟! ما ستستطيع أن تفعل أكثر مما فعلته من عقوبات وتهريب أموال وغيرها؟! ولماذا لا تنتظر «إسرائيل» ترسيم الحدود وتنقّب في الأماكن المتنازع عليها؟! ولماذا لبنان لا يعمل ضمن مياهه وحدوده؟!»، مؤكداً أن «من حقّ لبنان التنقيب حيث يعتقد أنّها مياهه الإقليمية».
وبشأن المناورات العسكرية التي بدأها العدو «الإسرائيلي» كشف السيد حسن أنه أُوصل «عبر قنوات دبلوماسية رسالة مفادها أنّ «الإسرائيليين» لا يريدون القيام بأي عمل تجاه لبنان؛ ولكن نحن لا نثق بكلام العدو ولا بكلام رئيس حكومته، وسُنبقي الاستنفار حتى انتهاء المناورة»، مبيناً أن «هذه الرسالة سببها المقاومة وعلم العدو بأن المقاومة صادقة بكلامها وستردّ على أي اعتداء».
ومن الواضح ثقة السيد حسن والمقاومة بالنصر على خلاف معسكر الارتهان المقابل حيث انقسمت الطائفة السُّنية الوازنة بعد انسحاب سعد الحريري إلى قسمين: قسم يلتزم بما أوصى به الحريري بمقاطعة الانتخابات، وقسم آخر حسم أمره بالتصويت لممثلي التيار الوطني الحر وحزب الله وبعض المستقلين.
ونشرت صحيفة «عكاظ» السعودية قبل أيام مقالاً يعكس السياسات والتوجهات السعودية في لبنان قبيل الانتخابات. من مقدمة المقال إلى خاتمته تم الهجوم على سعد الحريري بشكل غير مسبوق، واستخدم في هذا المقال العديد من الألفاظ التي لا يليق بأي صحفي أو كاتب أو محلل سياسي أن يستخدمها.
لقد وجد السعوديون ضالتهم، بعد أن خذلهم الحريري، وبالأصح بعد أن خذلته الرياض، فيمن يستعد كل يوم لخوض حرب أهلية في حزب القوات اللبنانية وقائده المرتزق سمير جعجع، وهو خيار الاضطرار السعودي، فالهزيمة السياسية حتمية حتى وإن كان خيار الاحتراب الداخلي هو المراهن عليه.
وسبقت هذه المقالة، مقابلة مع النائب معين المرعبي، الذي صعد على أكتاف تيار المستقبل وإذا به يقول للصحيفة السعودية إن الحريري «يمارس النفاق السياسي»، إلى جانب المقالة الشهيرة المعنونة بـ«سعد الحريري... أنا أو لا أحد»، التي عنونت من خلالها مرحلة التهجم على الحريري.
«وتعد مقاطعة الانتخابات عاملا آخر قد يؤدي أيضاً إلى تعزيز يد حزب الله، من خلال إعطاء العديد من حلفائه أفضلية على خصومهم، خاصة إذا أحجم السنة عن المشاركة بعد تعليق سعد الحريري نشاطه السياسي»، كما يشير عماد حرب، من المركز العربي «واشنطن دي سي».
ويضيف حرب: «اللبنانيون سيحددون ما إذا كانوا سيستخدمون حقهم الديمقراطي في اختيار القادة التقليديين المجربين، أم سيسمحون للوافدين الجدد بالمشاركة في مسار لبنان المستقبلي حتى إن كانوا غير مجرّبين أو عديمي الخبرة ولكنهم محمّلون بالأفكار الحديثة حول السياسة والاقتصاد».