لا ميديا -
ليالي البرد الطويلة التي  قضاها خارج المنزل خلال 5 أعوام من المطاردة والملاحقة، جعلت الشعور بالدفء والنوم بأمان أمنيته الوحيدة؛ لذلك كانت وصيته لأمه: «لا تضعوني في ثلاجة الموتى. ضعي في قبري بطانية دافئة يا أمي. أريد لجسدي نومة دافئة وطويلة»، وأن يرفعوا في عزائه أغنية وطنية تذكره بجميع رفاقه الشهداء تقول:
بدري عليك يا رفيق العمر بدري
ريت رصاص الغدر خلاك وصاب صدري!
ولد أحمد محمد إبراهيم سناقرة عام 1987 في مخيم بلاطة للاجئين قضاء يافا. درس في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). بدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة، مشاركا في التظاهرات التي شهدها المخيم. انضم إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وساهم في عمليات الرصد ونقل العبوات الناسفة، ولاحقا في عمليات استهداف مواقع جيش الاحتلال.
أصيب في إحدى العمليات وفقد أصابع إحدى يديه. أصيب في عملية أخرى برصاصة في البطن وكانت خطيرة، ونقل إلى مستشفى في نابلس. حاصرت قوات الاحتلال المستشفى لدى علمها بوجوده فيه، وتمكن من الفرار.
استشهد أخوه الأصغر عام 2006 برصاص جيش الاحتلال. نسفوا منزل عائلته، وكل من كان يقترب منه أو يؤويه كان يطاله الاعتقال، رجلا كان أو امرأة. حاصروا حياته؛ فتحول إلى كابوس لجنودهم.
تعرض لأكثر من 10 محاولات اغتيال وأصيب حوالى خمس مرات، كلها إصابات خطيرة، وفي كل مرة كان ينجو. ذاع صيته بعد أبرز محاولات اغتياله، في تموز/ يوليو 2006، حين هدم جيش الاحتلال مبنى المقاطعة في نابلس وسوّاه بالأرض بذريعة وجود مطلوبين. قضى 3 أيام تحت ركام المبنى، إلا أنه خرج حيا بعد انسحاب جيش الاحتلال، واستشهد 3 من الموجودين داخل المبنى وأصيب العشرات.
في 18 كانون الثاني/ يناير 2008 اجتاحت مخيم بلاطة عشرات الآليات العسكرية الصهيونية وسط إطلاق نار كثيف، وفرضت حظر تجول، وحوصر المبنى الذي كان فيه، وأطلقت عليه النار بكثافة. استشهد «سنقور» في الاشتباك وأسر رفيقاه.