أكدت صحيفة غلوبال تايمز الصينية أن ممارسات الولايات المتحدة وسياساتها المستندة إلى عقلية الحرب البادرة أدت إلى إثارة الانقسامات على الصعيد العالمي مشيرة إلى أن واشنطن تصور نفسها كمدافعة عن حقوق الانسان لكنها تلعب دوراً كبيراً في إثارة الحروب والفوضى في أجزاء كثيرة من العالم.

وأوضحت الصحيفة أن هيمنة أحادية القطب لدى الولايات المتحدة بلغت ذروتها بعد الحرب الباردة حيث بدأت واشنطن بإضفاء الشرعية على غطرستها وتحيزها والتظاهر بأنها (قوى الخير) لكنها في الحقيقة تعمل على إثارة النزاعات والانقسامات على غرار ما تفعله حالياً في أوكرانيا وما فعلته وتسببت به من كوارث إنسانية من خلال تدخلاتها في بلدان كثيرة مثل سورية والعراق وأفغانستان وغيرها.

وحول الدور الأمريكي في أزمة أوكرانيا أشارت الصحيفة إلى أن ما يحدث حالياً يعتبر مثالاً محزناً عن نتائج عقلية الحرب الباردة لدى الولايات المتحدة بما في ذلك تفشي التوتر في القارة الأوروبية مبينة أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قام بخمسة توسعات باتجاه الشرق متجاهلاً تحذيرات روسيا ومخاوفها الأمنية.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تهتم بتحقيق مصالحها فقط ولا تبالي بمصالح أوكرانيا وأوروبا وهي تصر على ضرورة قطع العلاقات بين الأوروبيين وروسيا وبعد ذلك لن يكون لدى أوروبا من تلجأ إليه سوى حليفتها الأمريكية.

كما لفتت الصحيفة إلى تلاعب واشنطن بالمعلومات وتزييفها الأنباء حول الوضع في أوكرانيا في وقت فرضت فيه قيوداً ضد وسائل الإعلام الروسية في انتهاك واضح للمبادئ الأساسية للإعلام الحر.

واعتبرت الصحيفة أن واشنطن هي المستفيد الأكبر من الأزمة في أوكرانيا حيث حققت أسواق الأسهم الأمريكية أرباحاً كبيرة في الآونة الأخيرة في الوقت الذي ارتفعت فيه صادراتها من الطاقة والأسلحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا لن تتوقف عن تأجيج ألسنة اللهب في الأزمة الأوكرانية وهي التي ضخت السلاح لسلطات كييف بشكل مباشر كما أنها تستخدم النزاعات العسكرية في الخارج لتحويل الانتباه عن مشكلاتها الداخلية.