«مواقع النجوم».. تيسير بدران
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري

لا ميديا -
عام 1982، وفي سن الـ16، كان تيسير بدران يمشي صوب مدرسته راصدا تحركات الدوريات ومواقع العدو المحتل. وفي الليل، عوض السهر بين سطور الكتب، كان يفتح عينيه جيداً ممسكاً بندقية وسط الأعشاب والشوك منتظراً إشارة ليمطر الصهاينة بالرصاص.
تلك كانت دروسهم. أسلحتهم خفيفة وقليلة، والكثير من العيون الخائنة تتربص بهم لتحصدهم، والكثيرون هناك يقبعون في زاوية المهادنة والمسالمة. وحدهم كانوا يسمعون صوت الإمام الحسين عليه السلام محاصراً في كربلاء: «ألا إن الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلة وبين الذلة؛ هيهات منا الذلة»، فأطلقوا نداءاتهم: هيهات منّا الذلة، وانتفضت شعلة المقاومة لتزرع الخوف على حفافي الطرقات وتقض مضاجع ليل الصهاينة. عبوات مصنوعة من مواد بدائية كانت أصابع تيسير ورفاقه تصنعها بهدوء، هزت صورة الأسطورة «الإسرائيلية».
ولد تيسير بدران عام 1966 في قرية جنوبية. انخرط في مقاومة الاحتلال وهو لا يزال في المرحلة الثانوية. نفذ مع رفاقه عمليات ضد الصهاينة في جنوب لبنان، فتم اعتقالهم في عام 1983، وهو يهيئ نفسه لامتحان الثالث الثانوي. قضى سنة في المعتقل مرددا أن الصمود والصبر مقاومة فريدة من نوعها.
بعد خروجه من المعتقل ذهب إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية للدراسة. عاد جامعا بين العلم والسلاح.
أصيب عام 1987، في عينه إصابة بالغة؛ ولكنه واصل طريقه خائضا في مهمات الجهاد المتنوعة.
في 4 آب/ أغسطس 1997، قامت أربع طائرات مروحية صهيونية بإنزال قوة كوماندوز من لواء «غولاني» في منطقة محاذية لقرى الكفور. وتقدمت القوة المعادية باتجاه المدخل الجنوبي الغربي للبلدة، وتصدت لها المقاومة، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت 4 ساعات بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية، وتدخل الطيران الحربي والمروحي الصهيوني لفك الطوق الذي ضربه المجاهدون حول القوة المعادية، وأفشلت المقاومة العملية العدوانية الإرهابية وأجبرت جنود العدو على الانسحاب متكبدين خسائر كبيرة. في تلك المعركة المجيدة استشهد تيسير بدران و4 من رفاقه.
المصدر موقع ( لا ) الإخباري