لا ميديا -
«لا ينتهي دور المناضل في السجن، بل يبدأ، وهو نضال مكمل ومترابط مع النضال خارجه، يجب أن نصمد في هذه الجبهة (جبهة المعتقلات) وسوف نصمد رغم الاختلال الواضح والفادح في موازين القوى لصالح العدو».
ولد عمر محمود القاسم عام 1940م في القدس، ودرس في مدارسها، كان في مقدمة المظاهرات الشعبية ضد مشروع أمريكا لتوطين اللاجئين. عمل مدرساً في القدس عام 1958م، وانتسب في الوقت نفسه لجامعة دمشق وحصل على الليسانس في اللغة الإنجليزية، انتسب إلى حركة القوميين العرب في مطلع شبابه. 
مع بدء نشاط العمل الفدائي، وقيامه بعمليات عسكرية داخل الأرض المحتلة، شن الاحتلال حملات قمع وإرهاب واعتقال وكان أول المستهدفين فنجح في الإفلات وغادر الضفة الغربية إلى الأردن حيث التحق بقواعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتلقى تدريبا عسكريا وأصبح بعد فترة وجيزة عضواً في القيادة العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1968م، شارك في معركة الكرامة البطولية.
رغم دوره القيادي في الجبهة الشعبية إلا أنه بقي متحمساً للنضال والكفاح المسلح داخل الأرض المحتلة، وفي ليلة 28 أكتوبر 1968م قرر العودة إلى الداخل فاجتاز نهر الأردن على رأس مجموعة فدائية هدفها التمركز في جبال رام الله وإنشاء القواعد الفدائية هناك، إلا أنها وقعت في كمين «إسرائيلي» وتم أسره، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين و27 عاماً ليبدأ مسيرة جديدة من حياته في سجون الاحتلال.
1969م تأسست الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فانتسب إليها وبدأ بتشكيل منظمة للجبهة الديمقراطية داخل المعتقل، وانتُخِب وهو في سجنه عضواً باللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية. كان من القلائل الذين يمتلكون الثقافة التنظيمية والسياسية والثورية، فأسهم في تعبئة وحشد وإعداد الأسرى لمواجهة إدارات القمع الإسرائيلية لتحسين ظروف الاعتقال، فكان من أبرز الداعين للإضرابات والمشاركين فيها، وأصبح نموذجاً وقائداً للحركة الأسيرة داخل معتقلات الاحتلال والقاسم المشترك للأطياف السياسية.
مكث خلف القضبان 21 عاماً عانى خلالها العديد من الأمراض في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وتجاهل حكومة الاحتلال مناشدات الهيئات والمؤسسات الإنسانية والدولية الداعية لإطلاق سراحه وأبقته يكابد آلام السجن حتى استشهد يوم 4 يونيو 1989م.