حوار أحزان في منزل الشهيد عبدالملك السنباني.. والدته لـ«لا»: سألتقي بابني قريبا
- تم النشر بواسطة بشرى الغيلي/ لا ميديا

قال والده إنهم يواجهون حزنا وقهرا ولا مبالاة
بشرى الغيلي / لا ميديا -
اغترب عن وطنه ثمانية أعوام للدراسة والعمل واشتاق لرؤية بلده كأي مغترب فارق دياره وأهله، اشتاق ليكحل عينيه بجبال وطنه السندسية، وبحاره الفيروزية، ولمعانقة أهله وعائلته، فعبر ثلاث قارات كلفه الأمر ثلاثة أيام فقط.. عبرها بأمان، وكان في كل مكان يتوقف فيه ليعمل بثا مباشرا عبر حسابه الخاص على «فيسبوك» مخاطبا عائلته وأصدقاءه أنه قاب قوسين أو أدنى من لقاء وطنه وأحبته، ويبث حرارة أشواقه لذلك اللقاء المرتقب، وليعبر من مدينة إلى مدينة في وطنه كلفه الأمر حياته.. تلك هي قضية ومأساة الشهيد المغدور/ عبدالملك أنور السنباني.. أمه التي تعودت على روتينها اليومي بسماع صوته عبر الهاتف وهو يقول لها: «وحشتيني يا نبيلة أنا فدالكِ، إن شاء الله كل يوم بنجلس جنبش للصباح..».. والده الذي كان صديقه قبل أن يكون فلذة كبده الذي قال لـ«لا»: «أبحث من محكمة لمحكمة عن منصف لينصفني فأواجه بلامبالاة بعض الجهات».. شقيقته تسنيم التي كتبت بوجع وهي تقول: «كان لقاء من طرف واحد، وحضن من طرف واحد، وقبلة على جبينه هي الأخيرة في هذه الحياة السرمدية...».
ليست عائلة الشهيد عبدالملك فقط هي من واجهت الصدمة، بل صارت قضية رأي عام، الجميع يطلبون من القضاء إنصافها، درس عبدالملك الإعلام في أمريكا واشتغل في عدة أعمال كأي مغترب يمني لا يترك فرصة عمل إلا وأثبت وجوده فيها، اغترب ليعود بوضع أفضل وجمع المال بعرق جبينه ليعيش حياة كريمة وسعيدة، فعاد إلى أهله بصندوق وجوارب مليئة بالتراب كما تصف المشهد شقيقته ووضعت التراب في كيس لتقبّله وعيناها تفيضان بالدمع، وبنطلون ممزق من أثر التعذيب، وغترته المليئة بالدم، وساعة يده، وتجريده من أمواله وجواله، ولابتوبه، ومقتنياته الخاصة.. تفاصيل جديدة ومستجدات خاصة تنشرها «لا» لأول مرة ضمن السياق.
أتمنى أنه حضّر لي مكانا بجانبه
أم الشهيد عبدالملك تحكي لـ»لا» تفاصيل فاجعتها أثناء تلقيها الخبر: «كنت أتصل به يوميا، لأني أشعر بالقلق عليه، وتبدأ مكالمتي بكيف حالك؟ يرد: الحمد لله، والله إن أنت وحشتيني يا نبيلة! أنا فدا لك! وأنت والله وحشتني يا عبدالملك! فيرد: إن شاء الله قريب يا اماه باجلس جنبش كل يوم للصباح».
تواصل الأم المكلومة بوجع وحسرة: «أريد أن أعمل هذا الروتين الذي تعودتُ عليه، ولكنني عاجزة، ماذا سأعمل بحياتي الآن وأنا كنت أحلم بالعيش معه؟ كلما رأيت أولاداً من حولي تنجرح روحي، إن كانوا صغارا أتذكر ولدي في صغره، وإن كانوا كبارا أتخيل ولدي في أعمارهم، أرى ولدي في جميع الأولاد، أراه صغيرا وكبيرا، صوته في أذني، أريد أن أحتضنه، كما وعدني، أريد العيش معه لأعوض تلك السنين التي أبعدتني عنه، لطالما شعرتُ بالحزن كلما كبرت في السن حتى مات ابني، الآن أشعر بالسعادة أنني كبرت لأن معناه أنني سألتقي بابني قريبا، لا أريد العيش طويلا، فقد اشتقت لابني كثيرا، أتمنى أنه حضّر لي مكانا بجانبه، فأنا مازلت مؤملة بوعده الذي وعدني بأنني سأعيش معه وبجواره».
ساعدي اليمين اقتطع
أما والد الشهيد، الدكتور أنور السنباني (قسم بساتين كلية الزراعة)، فتحدث لـ»لا» بغصة ومرارة عما يلاقيه من عدم إنصافه: «إنه ابني الكبير وصديق أبيه، لم تكن علاقتنا علاقة أب وابن، بل كنّا صديقين، لن أقول ساعدي اليمين اقتطع، بل إن جميع جوارحي قد جُرحت، لقد نال جروحا بها، أخذ الشهادة وترك لي جروحا في القلب، تُشعل كاللهب، بل أقسى من ذلك أنك لا تستطيع أن تعيش حزنك بالسلام فعليا، أن أحزن وأذهب إلى المحاكم والقضاة لكي أبحث عن منصف، وفي ظل الحزن والقهر أواجه حزنا وقهراً ولامبالاة من بعض الجهات والأشخاص والمسؤولين، يقهرونك ويجعلونك تلاحقهم ويخسّرونك، مثلما قال المثل: موت وخراب ديار! يعني تلاقيها من القتلة أو من الجهات غير المنصفة أو من فين؟! فكيف لي أن أنسى وأنا أحاول الأخذ بحق ولدي؟!».
لقاء من طرف واحد
تسنيم (شقيقة الشهيد)، وهي المتعلقة به حد التفاصيل اليومية وهو في غربته، تسرد قصتها المؤلمة لـ»لا»: «الحادثة كانت أشبه بالموت البطيء، فكثير من الناس يموتون ثم يدفنون في اليوم التالي، ويكون العزاء لأيام وانتهت الحكاية».
وتضيف تسنيم تراجيديا الحادثة المؤلمة: «في البداية أخبرونا أنه بالمستشفى، ثم قالوا لنا قتلوه، والناس تأتي لتعزيتي، بينما أنا في حالة ذهول وغير مصدقة، وأقول لنفسي: لماذا هؤلاء الناس؟ خلاص مات مات؟ وفجأة أدخل السوشيال ميديا وأشاهد صورته الأكثر تداولا وهو فوق السيارة مكتفاً، فأحرقت قلبي تلك الصورة، ليست صنيعة مبالغة، ولكن قلبي احترق، وأنا أتساءل: لماذا عملوا به هكذا؟! ما هو ذنبه؟! هذا ما استطعت رؤيته، وهي الصورة، فكيف الذي لم نعرفه؟! كيف تألم؟! كيف صرخ؟! هل توجع كثيرا؟! فتخيلته وهو يقول للقتلة: آاااااه! وهو يصرخ بدون منصف، كيف كانت الرصاصة؟! كيف كان شعوره وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة بين مجموعة أوغاد؟! كيف كان شعوره وهو يحتضر، وهو يفكر في أخته التي تنتظره؟! كيف كان شعوره وهو يموت أن أمي ستفقد وحيدها، وأبي الذي كان يدعوه بصديقي لن يراه؟! يا الله! كيف يحرق القلب!».
وتواصل: «بعدها بأيام أنظر إلى صورته وهو في الثلاجة. يا الله! لم أستوعب موتك حتى أراك بهذه الحال! ثم يحتجزون جثمانه لشهور، هو في الثلاجة، وأنا من تشعر ببرودتها، بعدها يأتون به إلى صنعاء. أتخيل شقيقي عبدالملك يقطع تلك المسافات جنازة ثم يصل إلى صنعاء وكلماته التي قالها في مطار دبي: إن شاء الله أوصل بالسلامة، تقطعني، لم يصل بالسلامة، بل لم يصل، ولكن وصل إلى مستشفى الثورة، من مشفى لمشفى، ثم أذهب إلى المشفى لأزوره بعد كل هذه السنين. التقينا ولكن لقاء من طرف واحد، لقد احتضنته حضناً من طرف واحد، بكيت بكاء من طرف واحد، ثم يشيع جثمانه فأرى أخي في تابوت».
وتختم تسنيم: «شيء مؤلم جدا، فكيف لتفاصيل كهذه أن تُنسى؟! كل يوم إحداها تدمرني، لم يمت، ولكن كان يموت وكنا نموت معه في كل مرة. إنها ليست حادثة لكي أنساها، إنها حوادث أعاني بإبعادها من ذاكرتي، وأين المفر؟! وهو لم يكن مجرد ذكرى، بل كان أخي، ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا».
قضية رأي عام
مقتل الشهيد عبدالملك السنباني لم يكن صدمة لأفراد أسرته فقط، بل هز الرأي العام، ودخلت قضيته إلى كل بيت يمني في الداخل والخارج، وكانت قضية الشارع اليمني بأكمله الذي اتشح بالحزن والسواد والفجيعة، كونه لم يجد الأمان في عبوره إلى أسرته وأهله ومحبيه، إلا بعد تعذيبه واغتياله. توقفت «لا» لأخذ بعض الآراء حول قضية الشهيد المغدور عبدالملك.
البداية مع أم صفاء (ربة بيت) تقول: «فاجعة عبدالملك أحرقت قلوبنا كيمنيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، فهي جريمة لم تحدث بأي زمان أو مكان لمن يعبر طريقه بأمان، وأين؟!
في وطنه! فقد وضعت ابني بنفس الموضع كوني أماً، وصراحة كل هذه المصائب تفاقمت بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي، والحصار المفروض عليه، وإلزام كل مسافر قادم من شمال اليمن أن يمر بطرق ونقاط الموت والإجرام تلك التي انتزعت منها الإنسانية والرحمة، لذلك على المجتمع الدولي المتخاذل أن يضع حدا لمعاناة اليمنيين في السفر والتنقلات وإعادة فتح مطار صنعاء للرحلات والمواطنين البسطاء أمثالنا، وليس فقط لرحلاتهم الأممية».
وتختم أم صفاء بالتركيز على هذه النقطة لأنها فعلا من أشد المعاناة وأبرزها في وضع وحرب إجرامية فرقت بين أبناء الشعب الواحد.
معتصم (أعمال حرة، أب لثلاثة أطفال): «ملاحقة المجرمين والقصاص مطلبنا جميعا، وأن يكونوا عبرة لمن يعتبر، هذا وطننا جميعا ولا فرق بين شمالي أو جنوبي، والطريق حق عام، فقضية عبدالملك السنباني قضية كل يمني حر، وحتى ينال القتلة جزاءهم الرادع، لن أقول سوى إن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي غرس بين أبناء الوطن الواحد الشتات والعنصرية والمناطقية، وهزيمة هذا العدوان وشيكة بفضل الله، وبفضل الرجال الأحرار في جبهات الشرف والبطولة».
ريم (طالبة جامعية) تختم هذه الآراء بقولها: « تأثرت البيئة الجامعية تأثرا كبيرا، كون والد الشهيد أيضا أحد الأكاديميين وله بصمات كبيرة في مجال اختصاصه، وشاركه الحزن والوجع جميع الطلاب والطالبات، فالفاجعة تقاسمها الجميع، وصرنا نتساءل بصوت واحد: إلى متى يظل المدنيون ضحايا الحرب الإجرامية والعبثية التي لا تنتهي قصصها المؤلمة، ويدفع ثمنها الأبرياء؟!».
تفاصيل من ساحة المحكمة
ولحرص «لا» على إطلاع الرأي العام بمستجدات القضية ومجرياتها القانونية بعد نقل ملف القضية من عدن إلى صنعاء، تواصلنا مع المحامي عبدالملك أحمد السنباني، رئيس الفريق القانوني لهيئة الادعاء، والذي يتابع القضية هو ومجموعة من المحامين، فخص «لا» بهذه التفاصيل:
«أولاً أتقدم ببالغ الاحترام والتقدير لصحيفتكم الموقرة التي نثمن لها اهتمامها بهذه القضية التي اهتز لها الرأي العام اليمني في الداخل والخارج».
ويواصل: «المغدور به كان عائداً من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان خلال العودة إلى الوطن يعبر عن سعادته وفرحته بزيارة وطنه وأهله، وعند وصوله إلى مطار عدن فجر يوم 8/9/2021م اتجه من مطار عدن نحو صنعاء، وما إن وصل إلى نقطة الناشري منطقة الفرشة بمديرية طور الباحة التابعة لمسمى قيادة اللواء التاسع صاعقة، قام مجموعة من الأشخاص المشكو بهم ومنهم: عبدالحكيم عبده أحمد الطالبي الملقب حكيم المليشي، ومحمد ناشر سالم، وعباد علي عباس هادي الصبيحي، وحاميم طه راشد الصبيحي، وأحمد ناشر سالم، وعبده محمد الصبيحي، ومحمود الصبيحي، وفاروق علي أحمد قايد الكعلولي الصبيحي، وفضل محمد قايد الجوباني، وجلال السويسي، وآخرون من المتمالئين معهم، بارتكاب جرائم التقطع والخطف وحجز الحرية والتعذيب والقتل العمد للمجني عليه ونهب أمواله، ما يشكل جريمة حرابة تمت بالتمالؤ. وقد تولت النيابة الجزائية المتخصصة بمحافظة عدن مباشرة التحقيق في القضية، وأخذت أقوال والد الشهيد وما لديه من أدلة أولية، وأصدرت أمرها بتكليف الطبيب الشرعي لمعاينة الجثة ورفع تقرير، كما وجهت جهات الضبط برفع التقرير الجنائي والمصور، وتم رفع تلك التقارير إلى رئيس النيابة، كما وجه رئيس النيابة جهات الضبط بسرعة القبض على الجناة وإرسالهم إلى النيابة الجزائية المتخصصة بعدن، وخلال ذلك فوجئنا برفع طلب من رئيس النيابة العسكرية للمنطقة الرابعة إلى رئيس النيابة الجزائية تضمن دفعاً بعدم اختصاص النيابة الجزائية المتخصصة بعدن، بمبرر أن الجناة كانوا يقومون بالواجب، وأن هناك توجيهات من الانتقالي بأن يتولى التحقيق، وطلب من رئيس النيابة الجزائية المتخصصة إصدار قرار بعدم اختصاصه واختصاص النيابة العسكرية».
ويستطرد المحامي السنباني: «تقدمنا برد على ذلك الطلب وعدم قبوله، لأن القضية تتولى تحقيقها النيابة الجزائية المتخصصة، وقد وجه النائب العام بذلك، والنيابة العسكرية لا تملك قانوناً مخالفة أوامر النائب العام، وقد سعينا خلال ذلك إلى تكليف طبيب استشاري متخصص لمعاينة الجثة وتشريحها لمعرفة صحة وسلامة التقارير الصادرة من الطبيب الشرعي وغيره، إلا أنه تم إبلاغنا باستحالة ذلك الطلب، وأن ذلك الطلب وغيره ومنها القبض على الجناة لا يمكن أن يتحقق في عدن بسبب التدخل المباشر من الانتقالي، فواصلنا متابعة استلام الجثة وبعد متابعات واتصالات ووساطات تمكنا من استلام الجثة، وكان رئيس النيابة العسكرية قد ارتكب جريمة الاعتداء على حرمة المتوفى بإصدار أوامر باستمرار حجز الجثة، كما اقترف جريمة التأثير على الشاهد باستمرار حجز الشاهد في المعسكر، وتلك جريمة معاقب عليها قانوناً، لذلك ولما سبق بيانه تمكنا من نقل الجثة من عدن إلى صنعاء وتم وضعها في ثلاجة مستشفى الثورة».
ويضيف: «ولما لمسناه من عدم جدية موالاة نظر القضية أمام الجهات المختصة بمحافظة عدن، بسبب تدخلات مسمى المجلس الانتقالي، ولما لاحظناه من القصور في التقارير التي رفعت من تلك الجهات وإغفال وقائع هامة وجوهرية، وكان ذلك النقص والقصور وعدم القبض على الجناة، وصلنا إلى قناعة بعدم جدوى استمرار نظر القضية في محافظة عدن. ولذلك وبعد إيصال الجثة إلى ثلاجة مستشفى الثورة بصنعاء تقدمنا بشكوى إلى معالي الأخ النائب العام الدكتور الديلمي ضد المشكو بهم، وقام مشكوراً بإحالة الشكوى إلى النيابة الجزائية المتخصصة بالأمانة لموالاة التحقيق في القضية».
وحول المستجدات التي وصلت إليها الإجراءات في القضية يقول المحامي السنباني: «حالياً تقوم النيابة الجزائية المتخصصة في الأمانة بنظر القضية، حيث تم سماع أقوال والد الشهيد وقدم ملفاً بأوليات القضية وبعض الأدلة وتم تقديم طلب إلى النيابة الجزائية المتخصصة بتكليف الطبيب الاستشاري وهو رئيس قسم الطب الشرعي بجامعة صنعاء البروفيسور نبيل حزام الحمادي، للكشف وتشريح الجثة ورفع تقرير، وتم تكليفه بذلك، وكذلك قامت النيابة بتكليف الطب الشرعي بمكتب النائب العام لإجراء التشريح للجثة ورفع تقرير، وبعد الكشف والتشريح تم رفع تقرير بتاريخ 4/12/2021م إلى النيابة الجزائية المتخصصة بالأمانة، وتبين من خلال التقرير صحة الشكوك التي تولدت لدينا في التقارير التي تمت في عدن والتي شابها القصور والإغفال لوقائع هامة وجوهرية، حيث إن التقارير الصادرة من المختصين في صنعاء الذين قاموا بفحص وتشريح الجثة وأخرجوا المقذوف الناري وتم إرساله مع التقارير إلى النيابة الجزائية المتخصصة بالأمانة، وقد تبين لنا من الاطلاع الأولي على التقارير الصادرة من صنعاء أن التقارير الصادرة من عدن قد تم فيها إغفال ذكر وقائع مهمة، حيث خلت تلك التقارير الصادرة من عدن من بيان آثار التعذيب الشديد الذي تعرض له الشهيد، وقد بينت التقارير الصادرة من صنعاء تعرض المجني عليه للتعذيب وبينت آثار التعذيب».
ويختتم حديثه بالقول: «النيابة الجزائية المتخصصة بالأمانة تسير في إجراءات التحقيق بجدية واهتمام، وهو ما لم يكن عليه الأمر في عدن، حيث إن جهات الضبط لم تنفذ أوامر القبض على الجناة بسبب تدخل الانتقالي، ولذلك نحن نواصل تقديم المزيد من الأدلة ضد الجناة المتهمين، وسيتم إصدار الأوامر بضبط الجناة وسيتم متابعة القبض عليهم، والقضية والحمد لله تسير على قدم وساق، ونحن على ثقة بأن العدالة والقصاص آت بإذن الله وعونه وقدرته».
عبدالملك في سطور
عبدالملك أنور السنباني من مواليد صنعاء 5 تموز/ يوليو 1990. غادر أرض الوطن أول مرة إلى أمريكا عام 1997، رفقة والده وأسرته أثناء دراسة والده في أمريكا. كان عمره حينها سبع سنين. هناك درس حتى المرحلة المتوسطة، وكان الطفل ينمو ويثبت ذكاءه يوما بعد آخر، وتم تكريمه بوقت مبكر لحفظه جزءاً من القرآن الكريم. عادت العائلة لتستقر في اليمن بعد حصول أنور السنباني على درجة الدكتوراه في أمريكا. حينها كان عبدالملك قد أكمل المرحلة المتوسطة ليعود ويكمل دراسته الثانوية في اليمن ويرجع بعدها مرة أخرى إلى أمريكا لإكمال الدراسة الجامعية هناك. درس إعلام واشتغل بعدة أعمال. تفوق وأثبت جدارته فيها. تزوج عام 2018 من فتاة يمنية بأمريكا، ولم تكتب لعلاقتهما النجاح فانفصلا بعد ستة أشهر من زواجهما. أثناء عودته التي أزهقت فيها روحه كان يتم التحضير لخطوبته والفرحة بقدومه، ولم تُكتب له الحياة وتم اغتياله بذريعة أنه «قيادي حوثي». تقول شقيقته: «شقيقي عبدالملك صدر جواز سفره اليمني في العاصمة واشنطن عام 2018». وتساءلت: «لماذا احتجزوه وهم يدركون 100 ٪ أنه كان هناك من خلال تأشيرة الخروج من أمريكا، فاتهاماتهم وادعاءاتهم الباطلة التي برروها أنهم يؤدون واجبهم، فأي واجب وكل المعلومات أمامهم واضحة وضوح الشمس؟!».
المصدر بشرى الغيلي/ لا ميديا