لا ميديا -
لم يكن انسحاب قوات الكيان الصهيوني من قطاع غزّة أيلول 2005، بعد أكثر من 38 عاماً من الاحتلال للأرض والتنكيل بحق الشعب ومعاناة الاعتقال والأسر، إلا بوقع ضربات وعمليات المقاومة الفلسطينية التي أجبرته نوعيتها ونتائجها العسكرية الواسعة على الانسحاب.
وحركة حماس كانت أحد الفصائل التي خرجت القادة والأفراد الميدانيين الذين عملوا على تطوير القدرات العسكرية للمقاومة حتّى تصل إلى أهداف أكثر استراتيجية للمقاومة وإجبار المحتل على الاعتراف بواقع القوّة الرادعة. والقائد فوزي أبو القرع كان أحدهم، عُرف بفكره ومهاراته العسكرية، وكان له الدور في الإضافات الهندسية إلى التصنيع الصاروخي في وحدات التصنيع وتطوير قذائف الهاون والصواريخ والعبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة.
ولد فوزي محمد أبو القرع عام 1968 في مخيم جباليا، تلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث الدولية "الأونروا".
في عام 1987 اندلعت الانتفاضة الأولى فانضم إلى أبناء شعبه، مسجلاً بذلك أروع ملاحم العزة في مقارعة الاحتلال. التحق في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1989، وانضم إلى جهاز الأحداث المختص بمطاردة العملاء وتصفيتهم، وتعرض للملاحقة من قبل الاحتلال.
رافق القائد عماد عقل، وعمل معه حتى اعتقل لمدة 20 شهراً في معتقل أنصار والنقب، بتهمة الانتماء لحركة حماس والعمل في جهاز الأحداث "القوة الضاربة".
انضم إلى الجهاز العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، عام 1996، حيث عمل في الجهاز السري فكان من أبناء الرعيل الأول لكتائب القسام في المنطقة الشمالية، فشارك في تنفيذ العمليات الجهادية، في صمت بعيداً عن عيون الاحتلال، حتى اكتشف أمره بعد قدوم السلطة الفلسطينية، التي اعتقلته في سجونها عام 1996، وأمضى في الاعتقال 5 سنوات.
شارك في صناعة وتطوير قذائف الهاون وصواريخ القسام، والعبوات والأحزمة الناسفة. كما عمل في تدريب المجموعات القسامية في شمال غزة. واشتهر بذكائه في التخطيط للعمليات العسكرية النوعية التي زلزلت الأمن الصهيوني خلال انتفاضة الأقصى حتى اكتسب لقب "مهندس العمليات النوعية في غزّة"، وأهمها:
- عملية في معبر المنطار المشتركة بين كتـائب القسام وكتائب شهداء الأقصى.
- عملية ريم الرياشي من القسّام التي نفذت بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى في معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، وأسفر عنها مقتل 4 جنود صهاينة وإصابة 10 آخرين.
- عملية الجيبات المشتركة في معبر بيت حانون، والتي شارك فيها كل من كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس، وأوقعت العملية العديد من القتلى والجرحى.
- عملية ميناء "أسدود" التجاري، أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الصهاينة وإصابة آخرين.
- في أول أكتوبر 2005، استهدفت طائرات الاحتلال سيارته بصاروخين موجهين، وكان برفقته حسن المدهون القائد في كتائب شهداء الأقصى، فاستشهدا فورا.