لا ميديا -
كان يسخر بكلّ آلة البطش الصهيونية، وينشر بين إخوانه ثقافة الإيمان المطلق بقدرة الفعل المقاوم على الإنجاز، ولم يكن يغادر أيّ لقاء من دون أن يردّد لازمته التي يخاطب بها الصهاينة: فَلْيَحمهم سلاحهم وأمنهم وزيفهم ووهمهم، فَلْيَحمهم كذبهم، من الصاروخ المنفجر. كان يؤمن بأن شكل المقاومة يجب أن يتحرّر من معادلة الحرب إلى الاشتباك المستمرّ صاروخ واحد في كلّ أسبوع يكفي أن يُبقي حالة النفير مستمرّة، وأن يُذكّر سكّان المغتصبات من الصهاينة على الدوام بأن العيش الهانئ في أرض مسروقة أمر محال.
وقد طبّق الرجل ميدانيا اقتناعاته التي ظلّ مُنظّراً لها طيلة حياته، بالردّ المستمرّ على تصعيد الاحتلال تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة. وترك بصماته في المسيرة التي بدأها الشهيد أبو العطا، وواصلها هو بعد رحيل رفيق دربه، ثمّ واصلها رفاقه بعد رحيل قائدهم".
هذا ما قالته أم عبيدة عن زوجها محمد أبو هربيد الذي ولد في مدينة بيت حانون شمال غزة عام 1979. وتضيف: «كان معطاءً في بيته، وسخيّاً على معارفه وجيرانه، رغم بساطة وضعه المادي، وقد رتّب الأولويات في حياته، وكانت فلسطين والعمل على تحريرها يشغلان باله على الدوام». وتَذكر أنه دفعها إلى إتمام دراستها العليا في تخصّص تكنولوجيا المعلومات، وكان يسهب في الحديث معها عن كثير من التفاصيل التكنولوجية التي تخصّ مجال الاتصالات والتتبّع. تقول: «أَوْلى مساحة واسعة للعلم في اهتماماته. كان دائم الاطّلاع وغزير الثقافة. ذات يوم، اقترحْت عليه أن أستغلّ وقتي في جمع أطفال الحيّ وطلاب المدارس فيه لتقديم دورة مجّانية في اللغة الإنجليزية. يومها، برقت عيناه فرحاً، وقال لي: سأكون أوّل طلابك".
أكمل تعليمه الجامعي بنجاح بالتزامن مع عمله في صفوف كتائب سرايا القدس. فمع اشتعال انتفاضة الأقصى، استنهضت حركات المقاومة من جديد أجنحتها العسكرية، فأقامت معسكرات التدريب وشرعت بعقد الدورات العسكرية، وكان أصغر المقاومين سنّاً حين انتمى إلى سرايا القدس عام 2002، ولم يتجاوز عمره الـ18. برزت سمات القيادة فيه مبكراً، فهو مبادر وسبّاق إلى ميادين المقاومة، وقد خاض هو ورفاقه أوّل اشتباك مسلّح عام 2003، عندما اشتبك مع قوة صهيونية خاصة كانت قد توغّلت للقبض على أحد رفاقه. يومها أنجز مهمته وعاد صباحاً إلى البيت ثم إلى جامعته، وكأنه لم يفعل شيئاً. 
في 2006، تولى منصب قائد لواء شمال غزة الذي اقترن اسمه بالمنجزات الكبيرة، خلفاً لأبو العطا وقد حاول الصهاينة القضاء عليه في مايو 2019.
صاحب الضربة الأولى في معركة «سيف القدس»، والتي استَهدف فيها بصاروخ «كورنيت» جيباً عسكرياً يتبع شعبة المخابرات في جيش الاحتلال. 
في 17 مايو 2021، اغتيل بغارة جوية صهيونية، وذلك مع دخول القتال أسبوعه الثاني. وفي بيان لجيش الاحتلال أن هربيد "كان مسؤولاً عن العديد من الهجمات بصواريخ مضادة للدروع ضد "مدنيين" صهاينة... وأنه يشغل منصباً قيادياً في حركة الجهاد الإسلامي منذ 15 عاماً.