صارت اللعبة الأمريكية المتعلقة بالإرهاب اليوم مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، حيث لا تأويل لنهيق الحمار الديمقراطي سوى الاختفاء خلف أصوات الانفجارات وأمام أدخنة المفخخات، ولا تفسير لضجيج الفيل الجمهوري غير الاحتماء داخل وحشية الأحزمة الناسفة وخارج حشرجات الضحايا.
ومن قاعدة ضجيج الحمار إلى داعش فوضى الفيل تتدحرج الكرة الأرضية رؤوساً يفصلها ضباط الـ»سي آي إيه» عن جسد السماء مؤامرات دم ومؤتمرات دمدمة.
الديمقراطي والجمهوري وجهان قبيحان لعملة دميمة واحدة، أو فلنقل إنهما عملتان بشعتان في الوجه الشنيع نفسه، يتبادلان الأدوار القذرة ويؤديانها بخبثٍ وخباثة تنفيذاً لمخططٍ جهنميٍ متفق عليه.
يصنع الديمقراطيون الجماعات الإرهابية، ثم يأتي الجمهوريون ويصطنعون محاربة تلك الجماعات... وهكذا دواليك، وهكذا يستمرئون اللعبة ويستمرون في ممارستها احتلالاً واستغلالاً وقتلاً وتقتيلاً ونهباً وسلباً وتقطيعاً وتمزيعاً وتشويهاً وتشنيعاً وتسطيراً لخرائط الصهينة وتأطيراً لخارطات الهيمنة.
من العراق وسورية واليمن وحتى أفغانستان يتنقل الحمار والفيل معاً، تجريفاً لجغرافياتٍ تاهت وتحريفاً لتواريخٍ طُمست. وفي المحصلة يأكل كلاهما من صحون اللحم ذاتها ويشربان من ينابيع الدم نفسها، ولا عزاء للسكاكين ولا للرقاب.
عمليات داعشية وحشية متلاحقة في أفغانستان تمهيداً لإعلان دولة الدم من هناك بعد سحب واشنطن قواتها من هناك وإعلان تخفيض وجودها العسكري في العراق مع إبقاء تواجدها في سورية وتوالي تجنيدها لعملائها في اليمن تحت ظلال سواطير عدوانها الإعرابي عليه.
كل ما سبق يأتي في ظل إدارة ديمقراطية مخاتلة تعلن الانسحاب وتبطن البقاء بعكس سليفتها الجمهورية التي كانت تعلن البقاء وتبطن المغادرة المتدرجة، إلا أن النتيجة ستبقى هي تلك المنوط تنفيذها ببيادق النفط المسروق وبنادق البارود المسموم: تمزيق سماء المستضعفين وتلفيق أرض ميعاد المستكبرين.