لا ميديا -
ظل مشغولا بضرورة ضم نخب جديدة من الشبان المؤهلين لمواصلة الكفاح المسلّح، وهي مهمة شاقة استطاع العطار وزملاؤه تأديتها باقتدارٍ عالٍ، مستفيدين من تجربة «حزب الله»، بصورة أساسية، إن كان من حيث أساليب القتال أو البناء والتسليح، وهو ما عملوا على تطويره في غزة، وخاصة مع كونهم المسؤولين عن الربط بالدعم الإيراني والسوري.
ولكن دوره الحقيقي برز في بناء «الجيل الرابع» من مقاتلي «القسام»، الذين سنحت أمامهم فرصة الانتقال من العمل في مجموعات محدودة الأفراد، إلى بناء هيكلية عسكرية شديدة التنظيم، تحظى بتسليح وتدريب جيدين، إضافة إلى نقل الخبرات والمعارف الجديدة، التي حظي بها المتدربون في إيران وسورية".
ولد رائد صبحي العطار في 1974 في مدينة غزة. في نيسان/ أبريل 1995، حكمت عليه محكمة تابعة للسلطة الفلسطينية بالسجن لمدة سنتين بتهمة التدريب على أسلحة غير مشروعة. وفي شباط/ فبراير 1999 قُتِل نقيب في السلطة الفلسطينية وأصدرت محكمة تابعة للسلطة الفلسطينية حكماً بإعدام العطار، فحدثت احتجاجات شعبية وأمر ياسر عرفات بإعادة النظر في الحكم.
كان واحدا من الذين شاركوا في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى، ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري لحماس، وبقيادته لواء رفح في كتائب القسام صار عضوا في مجلسها العسكري العام.
تولى قيادة لواء رفح، فشهد العمل قفزة في أساليب مواجهة الاحتلال وعلى رأسها حرب الأنفاق. قاد عمليات بطولية مشهودة، من أبرزها عملية "الوهم المتبدد" التي نفذت سنة 2006 وقُتِل فيها جنديان صهيونيان وجرح خمسة، وأُسِر الجندي جلعاد شاليط.
اعتبرته قوات الاحتلال الوريث الفعلي لرئيس أركان كتائب القسام أحمد الجعبري، الذي اغتالته بغارة في عدوانها على غزة سنة 2012، ووصفته بأنه "صائد الجنود" الذي جعل هدف حياته خطف الجنود من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين.
ظل خلال سنوات طويلة من أبرز المطلوب تصفيتهم لدى جيش الاحتلال الصهيوني الذي حاول اغتياله أكثر من مرة، فدمرت قوات الاحتلال منزله بمخيم يبنا بصاروخ من طائرة "إف 16" خلال العدوان على غزة سنة 2012. وحين استشهد القائد أحمد الجعبري كان العطار مستهدفا معه بالغارة فنجا. 
اتهمه الاحتلال على لسان صحيفة "يديعوت أحرنوت" قائلاً: "إذا كان هناك شخص يعرف أين الضابط غولدن فسيكون العطار، لأنه المسؤول عن جميع الأنشطة العسكرية لحماس في رفح"، حسب زعم التقارير الاستخبارية الصهيونية. وأضاف: "على مر السنين أصبح العطار أحد أقوى رجال حماس، فهو مسؤول منطقة رفح بأكملها والتي يوجد بها الأنفاق التي أمدت حماس بالمعدات والمواد اللازمة لبناء القوة العسكرية لحماس".
في 21 آب/ أغسطس 2014 استهدفت طائرات صهيونية بالصواريخ بيتًا في رفح، واستشهد رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم.