محافظ الحديدة محمد عياش قحيم لصحيفة «لا»:معركة الاستنزاف وراء انسحاب العدو من الساحل
- تم النشر بواسطة طلال سفيان/ لا ميديا
حاوره طلال سفيان / لا ميديا -
من وسط مشاغله الجمة لا يألو الرجل أن يكون حاضرا بابتسامته المعهودة.
في لحظة نصر على العدوان وانسحاب مرتزقة حلف الشيطان من منطقة كيلو 16 ومديريتي الدريهمي والتحيتا, كان وجه الحديدة ينبض فرحا، وكانت السلطات تباشر أعمالها، وفي المقدمة دائما قحيم.
ضمن ملف الحديدة, صحيفة «لا» التقت محافظ الحديدة ورئيس مجلسها المحلي المجاهد التربوي محمد عياش قحيم, وتطرقت معه للنصر والمواجهة والعمل على مسح الآلام والمعاناة... والفاتحة مع قحيم.
انهزام قوى العدوان
في البداية نرحب بك أستاذ محمد في هذا الحوار مع صحيفة «لا».. ونريد في البداية أن تتطرق لانسحاب قوى العدوان من منطقة كيلو 16 ومديرتي الدريهمي والتحيتا.
أولا أرحب بصحيفة «لا»، هذه الصحيفة المواكبة لكل الأحداث في اليمن ومناهضتها للعدوان, أحييها وأحيي إدارتها ممثلة بأخي وزميلي الأستاذ والأديب الكبير صلاح الدكاك, ونرحب بك أخي المحرر العزيز. هذا الانسحاب لم يأت محض صدفة، لكنه كان بفضل الله سبحانه وتعالى العلي الكريم الناصر، والذي جعلهم يدركون أن الشعب اليمني لا يقبل الانكسار، وإنه شعب قوي ومؤمن, ومن خلال استنزاف رجال الرجال لهم في الشريط الساحلي الذي يمتد لمسافة 130 كيلومتراً، واستطاعتهم كسر هذا العدو من خلال الاستنزاف والمعارك اليومية وتسجيل خروقاتهم وما يصاحبها من رد فعل من قبل مقاتلي الجيش واللجان الشعبية ومعهم الأهالي في المناطق المحتلة من مرتزقة العدوان الذين يرى الواحد منهم كيف قتل أخوه وكيف قصف بيته بالطيران أو الهاون, طبعا كانت هناك تحركات لمجاميع قبلية لتأخذ بحقوقها.
ورغم التزام الجيش واللجان الشعبية باتفاق السويد وصبرها كثيرا أمام خروقات العدوان, كان الانسحاب بل دعني أسميه الانهزام لقوى العدوان والانتصار لأبطال الجيش واللجان وبفضل من الله تعالى, واليوم تقوم هذه القوى المعادية المهزومة بفتح جبهة جديدة في حيس التي هي تحت سيطرتهم أساسا منذ ثلاث سنوات.
عودة الحياة إلى طبيعتها
بعد انسحاب العدوان ومرتزقته من كيلو 16 والدريهمي والتحيتا أعلنتم عن تشكيل لجنة لتطبيع الأوضاع في هذه المناطق.. كيف تجري الأوضاع مع هذه اللجنة؟
طبعا تم تشكيل لجنة لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وبتوجيهات من السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه, وكذلك رئيس المجلس السياسي الأعلى معالي الرئيس مهدي المشاط الذي أرسل فريقاً برئاسة الدكتور أحمد أبو هلال ومعه الإخوة هاشم إسماعيل المؤيد ورشيد أبو لحوم وزير المالية والدكتور حسين مقبولي نائب رئيس الوزراء رئيس لجنة الخدمات, وقد عملنا برنامجاً في اللجنة لتنظيف وإزالة السواتر والحواجز، وكذلك إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد انسحاب العدوان منها، وذلك وفق برامج معينة منها: فتح الخطوط العامة عبر إنزال سلاح المهندسين ونزع الألغام وفرق الهندسة التي استمرت لأكثر من أسبوع بالعمل على تطهير الطرق الرئيسية من الألغام المهولة التي زرعها مرتزقة العدوان, والأن هناك منازل وخطوط فرعية لم يتم انتزاع الألغام منها وحتى هذا الوقت لأنها تقع في مساحات شاسعة، والعمل يسير وفق برنامج نمضي عليه تجاه هذه المساكن والأزقة والخطوط الخلفية, واليوم نحن نجهز مدخل كيلو 16 وخط الخمسين الشمالي إلى مصنع إخوان ثابت وجولة يماني وثم إلى المدينة, تم إبعاد الكثير من الحاويات وإزالة السواتر الترابية وإعادة طلاء الأرصفة وتشغيل كهرباء الخطوط العامة، إلى جانب تنفيذ عدد من المشاريع، والعمل جار على قدم وساق في هذه البرامج من قبل لجنة إعادة تطبيع الأوضاع.
تعاون بعض القطاع الخاص
فور انسحاب العدوان من الدريهمي والتحيتا وكيلو 16 طالبت القطاع الخاص بأن يلعب دورا هاما وأن يكون شريكا في تنمية هذه المناطق.. هل تلقيتم إشارة طيبة من القطاع الخاص تجاه دعوتكم لهم؟
فعلا طالبنا القطاع الخاص بالعودة إلى مقراتهم وشركاتهم بعد انسحاب العدوان من منطقة كيلو 16 لإصلاح الدمار الكبير الذي حدث في منشآتهم, وأيضا طالبنا القطاع الخاص بالتعاون معنا، وفعلا حصل تعاون من بعض رجال الأعمال والشركات بصرف بعض السلال والتعاون مع الزكاة والأوقاف وكذلك المجتمع المحتاج للمساعدة السريعة, كما أقمنا مطبخاً خيرياً بمديرية الدريهمي ومطبخاً خيرياً في مديرية التحيتا, وأعدنا تنظيف المديرية من المخلفات التي كانت تمثل مأساة بعد أن قام التحالف بتخريب كل ما هو موجود وسرقة كل شيء, هؤلاء قوى تدميرية وتخريبية, وكانت الحديدة من المحافظات التي لحقها نصيب كبير من هذه الأضرار التي شاهدتموها من خلال نزولكم الميداني. القطاع الخاص طبعا هو شريك مع القطاع العام في محافظة الحديدة وكما تعلمون كل المصانع في كيلو 16 تضررت وتعرضت لتدمير ممنهج من قبل التحالف وعصاباته, ما أفقد كل العمال في هذه المصانع أعمالهم ، كما حدث مع عمال ميناء الحديدة، بفعل تدمير طيران العدوان للرافعات في الميناء, وهم بتلك الأهواء والأهداف يريدون كسر الإنسان اليمني الذي من المستحيل أن ينكسر، لأن الله أعد الشعب اليمني إعداداً خاصاً من خلال قوله تعالى في كتابه الحكيم على لسان قومنا «نحن أولو قوة وأولو بأس شديد»، واليوم يقودنا قائد عظيم هو القائد والسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سفينة النجاة، وارتباطنا بأعلام الهدى هو الذي جعل لهذا الشعب كرامة، وجعلنا نقهر أعداءنا، ومكننا من هذه الانتصارات والفتوحات الكبيرة.
مشكلة الكهرباء المزمنة
ماذا عن مشكلة الكهرباء التي تعاني منها الحديدة؟
مشكلة الكهرباء تكاد تكون المشكلة الأهم التي يعاني منها المواطن في محافظة الحديدة, وسبق أن طالبنا بتخصيص سفينة مازوت لكهرباء الحديدة مع كل مرة يقوم فيها التحالف بالإفراج عن سفن وتصل للميناء، وذهبنا بهذا الخصوص للقاء القيادة في العاصمة صنعاء.
بالنسبة للكهرباء هي مشكلة عامة، ونعاني منها من قبل ثورة 21 أيلول/ سبتمبر, مشكلة الكهرباء تعاني منها العديد من المدن في الوطن، حتى إن دولاً عربية كثيرة تعاني منها كلبنان والعراق. في الحديدة وضعنا خاص كون تهامة منطقة حارة, لقد تعرض لنا العدوان من خلال حجز المشتقات النفطية في البحر وعدم سماحه بإدخال المازوت وتعنته بحجز السفن لشهور بل يصل لمدة عام, ويمكن أن يوافكيم الإخوة في ميناء الحديدة بتقرير عن كمية السفن المحجوزة. التحالف يركز على المشتقات النفطية كنوع من الحرب على الشعب اليمني, رغم أن مادة المازوت لا تدخل إلا لمحطة كثيب الكهربائية، وهذا العمل الذي يقوم به التحالف هو نوع من الحرب تجاه الشعب اليمني نظرا لصموده ووقوفه في وجه العدوان.
الدولة ممثلة بالرئيس مهدي المشاط لم تقصر معنا, فالرجل دائم المتابعة والتوجيهات بتشغيل الكهرباء، وفعلا تنفذ، لكن يظل لنا هناك حجر عثرة ألا وهي مسألة حجز سفن المشتقات النفطية وبخاصة مادتي الديزل والمازوت اللتين تعمل بهما الكهرباء, أيضا ظروف المواطن في الحديدة كانت هناك تجاهها توجيهات كريمة من سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، بخفض السعر إلى 100 ريال للكيلو الواحد, ومع إغلاق موانئ البحر الأحمر وعدم دخول المازوت تأخرت الكهرباء في فترتها، ونحن نأمل الأن في التشكيل الجديد لمجلس إدارة صندوق الاحتياجات أن يعمل بطريقة قوية، وأن يتم تحصيل المبالغ وتشغيل الكهرباء في الحديدة والمناطق المجاورة لها.
فرحة شعبية
كيف كان أثر انسحاب العدوان من بعض مناطق الحديدة؟
الحمد لله الناصر والحمد لله المعز المؤيد, مع الخروج والانسحاب المخزي لهؤلاء المرتزقة لأكثر من 130 كيلومتراً حتى حدود الخوخة, اليمنيون بطبيعتهم استبشروا بكل خير مع فتح كيلو 16، هذا الطريق الحيوي الذي كنا نطالب بفتحه منذ احتلاله من قبل قوى العدوان, اليوم انسحب العدوان من كيلو 16، وجاءت اللجان المركزية والمتخصصة، وجاء الزائرون، وعاد الكثير من النازحين للمدينة وقراها، وكانت الفرحة بفضل الله تعالى نراها في عيون البسطاء وفي عيون المسؤولين وفي عيون كل يمني حر, حتى الذين كانوا في الخارج تواصلوا معنا وباركوا هذا النصر وهذا الانفراج لمدينة الحديدة.
اليوم العدو وبتوجيهات أمريكية يقتل هذا الشعب، ويرتكب الجرائم كجريمة إعدام الأسرى والجريمة التي طالت منزل عبدالله شريان في منطقة المرير بحيس واستشهاده وإصابة زوجته وفقدانها جنينها
لكن مهما طال أمد تحالف العدوان إلا أنهم مهزومون مكسورون، وسينتصر الشعب اليمني بإرادته وعزمه، وسينتصر كل حر في هذا الوطن, واليوم تنطلق الهبة الشعبية والتحشيد في كل مكان لتحرير كافة أراضي الوطن من دنس تحالف العدوان ومرتزقته، وقريبا ستسمعون ما يثلج قلوب المؤمنين.
اقتراب النصر
هل سنرى انفراجة قريبة في مسألة العدوان والحصار على البلاد؟
النصر قريب، والتأييد من الله تعالى ملازم لرجال الرجال الذين أذاقوا هذا التحالف الشيطاني صنوف التعذيب بفضل وتأييد وقوة وتمكين الله لهذا الشعب بعد أن حاولت وتوهمت دول البترودولار مثل السعودية والإمارات أذناب اليهود، وظنوا أننا لقمة سائغة لهم، واليوم نحن في نحورهم، وكل احتلال إلى زوال, وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام ربي عليه قال: لن نترك شبرا من أرض اليمن إلا وسنحرره. طبعا نحن اليوم في محافظة إب مع الأخ عبدالواحد صلاح والأخ صلاح بجاش محافظ تعز والأخ عبدالرحمن الجماعي وزير الإدارة المحلية والأخ فهد العزي نائب مدير مكتب الرئاسة، لمناقشة عمليات التحشيد والجوانب التنموية والخدمية التي تخدم البلاد ولكسر شوكة التحالف الأرعن الذي يبحث عن نصر يغسل به انهزامه وانكساره, وما هذه الحركات التي يقومون بها سوى ترهات وفقاعات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، وإن شاء الله الميدان سيكشف ذلك، والحمد لله من بداية نهم إلى الجوف إلى البيضاء وحتى مأرب والساحل الغربي، كل هذه الانتصارات جاءت بفضل من الله تعالى ورجال الرجال رغم الفارق الكبير من المال والعتاد مع العدو، إلا أننا لنا عتادنا ومالنا وسلاحنا، وهو الله سبحانه وتعالى القوي الناصر لعباده المؤمنين.
المصدر طلال سفيان/ لا ميديا