«لا» 21 السياسي -
منذ العدوان على اليمن في أذار/ مارس 2015 ومسؤولون سعوديون و«إسرائيليون» يؤكدون أن اجتماعات رفيعة المستوى كانت تُعقَد لمناقشة المخاوف المشتركة بين البلدين.
وقال شيمون شابيرا، الدبلوماسي «الإسرائيلي» الذي شارك في اجتماعات سرية مع السعوديين: «لقد اكتشفنا أن لدينا المشكلات نفسها، والتحديات نفسها، وبعض الإجابات المتماثلة أيضاً».
وإليكَ الأمور التي يتشارك فيها الكيانان السعودي والصهيوني:
- الاثنان يقمعان الأقليات في داخل «حدودهما» الصهاينة يقمعون الفلسطينيين فيبنون المستعمرات على أراضيهم ويحيطون قُراهم بجدران فصل عنصري وجنود مدججين بالسلاح. أمَّا السعودية فقد أسَّست نظاماً سياسياً وقضائياً يقمع كل من ليس وهابيا والنساء والملايين من العمَّال المهاجرين.
- يتعامل النظامان مع المعارضين السياسيين بالطرق ذاتها: القوة المفرطة والاعتقال التعسفي إلى أجلٍ غير مسمَّى وإفلات المسؤولين من العقاب والترهيب والتعذيب.
- غَزَت السعودية و«إسرائيل» دولاً أخرى، ما أسفر عنه مقتل آلاف المدنيين. قامت «إسرائيل» بغزو غزة وقصفتها عدة مرات منذ عام 2008. في 2014 فحسب، قتل الجيش الصهيوني 2104 أشخاص، معظمهم مدنيون، ودمَّر 17200 منزل، وترك 475 ألف شخصٍ في حالة خطرة.
أمَّا السعودية فقد تدخَّلت في شؤون اليمن الداخلية. في أذار/ مارس 2015، بدأت السعودية حملة جوية أسفر عنها بعد عامٍ فقط مقتل 6 آلاف يمني معظمهم من المدنيين، وضربت أسواقاً، ومدارس، ومستشفيات، ومساكن، وحفلات زفاف، وشرَّدت أكثر من 2.5 مليون يمني.
- النظامان يستخدمان أسلحة ممنوعة دولياً: استخدمت «إسرائيل» الفوسفور الأبيض ضد غزة؛ واستخدمت السعودية القنابل العنقودية ضد اليمن.
- الدين يمثل ركناً أساسياً لسياسة الكيانين. يُعَد الكيان الصهيوني «وطن الشعب اليهودي»؛ والقانون الأساسي «الإسرائيلي»، الذي يحل محل الدستور، يُعرِّف الكيان بأنَّه دولة يهودية. يحصل «الإسرائيليون» على معاملة تفضيلية، مثل حق اليهود من أي مكانٍ في العالم في الهجرة إلى «إسرائيل» والحصول على «جنسيتها» فوراً. أمَّا المسلمون فيتعرضون يومياً لتمييزٍ ويُعامَلون باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية. تقع مكَّة، التي تُعَد أكثر بقاع الأرض قداسةً للمسلمين في السعودية، التي تعد نفسها مركز الإسلام في العالم أجمع. النجديون فقط هم من يمكنهم الحصول على الجنسية السعودية، أمَّا البقية فيُعاملون باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
- النظامان يُصدّران «المنتجات» التي تروج العنف في العالم. تُعَد «إسرائيل» أحد أكبر مصدري السلاح في العالم، وتُدرب قوات الشرطة في دول أخرى، مثل أمريكا، على طرق القمع. أمَّا السعودية فتُصدّر الأيديولوجيا الوهابية المتطرفة إلى كافة أنحاء «الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا. والوهابية هي الأساس الأيديولوجي لتنظيمي القاعدة و«الدولة الإسلامية».
- إذا كان «عدو عدوي صديقي»؛ فكراهية إيران هي التي تجمع هذين «الخصمين» معاً. ينظر الاثنان إلى إيران باعتبارها خطراً وجودياً، ويتخوَّفان من تزايد نفوذها في المنطقة.
- دعم الكيانان الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبدالفتاح السيسي في مصر.
- تدعم «إسرائيل» والسعودية المجموعات المتطرفة في سورية، مثل «جبهة النصرة» التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة؛ فالاثنان يريدان إسقاط الأسد أكثر من رغبتهما في هزيمة «الدولة الإسلامية». دعم السعوديون «جبهة النصرة»؛ وعالجت «إسرائيل» مقاتلي الجبهة في مستشفياتها لتُعيدهم إلى جبهة القتال ضد الجيش النظامي السوري.
- يسجن الكيانان آلاف السجناء السياسيين، بينهم قُصَّر. في شباط/ فبراير 2016، كان لدى «إسرائيل» 32044 فلسطينياً في سجونها، بينهم 438 قاصراً. الكثير من القُصَّر مسجونون بتهمة إلقاء الحجارة على الجنود «الإسرائيليين». أمَّا السعودية فقد أعدمت قُصَّراً، ولديها الكثيرون منهم في سجونها حتى الآن.
- أنفق النظامان ملايين الدولارات للتأثير على السياسة الأمريكية. الحكومة «الإسرائيلية» لديها صلات وثيقة بـ«أيباك»، التي تعَد اللوبي الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية. وأطلق السعوديون نسختهم الخاصة من «أيباك»: لجنة شؤون العلاقات العامة الأمريكية السعودية أو «ساراك». ولسنواتٍ كان النظام السعودي يحاول شراء النفوذ عبر استخدام كبرى شركات العلاقات العامة والخدمات القانونية، وقدَّمت تبرعات لمؤسسة كلينتون، ومؤسسة كارتر، والكثير غيرهما من المراكز البحثية وكبرى الجامعات الأمريكية.
- الكيانان حليفان للولايات المتحدة منذ أمدٍ طويل. استمرت الإدارات الأمريكية المختلفة في دعم «إسرائيل» منذ تأسيسها في عام 1948؛ كما دعمت ملوك السعودية منذ تأسيسها في عام 1932. وساهمت أمريكا في حماية الكيانين؛ فدافعو الضرائب الأمريكيون يقدمون ثلاثة مليارات من الدولارات سنوياً للجيش «الإسرائيلي»؛ ويحرس الجيش الأمريكي الخليج الفارسي لصالح العائلة الملكية السعودية، التي تُعَد بدورها أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية.

(الناشطة الأمريكية ميديا بنجامين - «هافينغتون بوست»)