بعد أن تطأ قدماك أرض مطار العاصمة اللبنانية بيروت، وتدلف إلى داخل صالة المطار، تستقبلك الموظفة بابتسامة ترحيب ثم تعطيك استمارة وتطلب منك أن تملأها أو أن تشير بالعلامات على خاناتها وفراغاتها. ستعبئ بياناتك طبعاً، إلا أنك ستتفاجأ حين تصل بنظرك إلى خيارات اسم بلدك:
- اليمن الشمالي.
- اليمن الجنوبي.
ستعترض بالتأكيد وستقول للموظفة الأنيقة التي ما تزال تبتسم: «هذه عبثية»! وقد تتمتم باللهجة اليمنية: «هذي غاغة»!
ستتساءل وتسأل. وسيهدئ مفاجأتك الوطنية وقع صوت الموظفة بلهجتها اللبنانية الأخاذة وستساعدك بأن تؤشر إلى أي الخيارين فلا فرق. ستمضي إلى بيروت وستبحث لاحقاً عن السفارة اليمنية هناك -والتي أجّر أحد مبنييها لشركة خاصة- عسى أن تقابل سفير هادي «الدعيس» لتنبهه إلى أن اليمن في مطار بيروت ما يزال أو أنه قد عاد كما كان شمالياً وجنوبياً. لن تجد الدعيس، وستجد ربما الملحق العسكري، وقد يكون ولد عم خال بنت ابن أحمد عوض بن مبارك، أو سترد عليك الملحقية الثقافية، وربما أنها بنت أخت ولد عم أوسان وأوس العود، وستسألهم عن السفير وسيجيبونك بأنه عند «البخاري» في السفارة السعودية يحتج من أجله ويمتعض في سبيله ويتضامن معه ضد المجوسي الشيعي الحوثي وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الذي وصف الحرب على اليمن بـ»العبثية»!
ستصيبك الدهشة فعلاً وستغادر مبنى السفارة وأنت تلعن «سنسفيل» أولئك الخونة الرخيصين، وستسأل أول مارٍ في طريقك عن عنوان جورج قرداحي لكي تشكره شخصياً ولتثني على حزبه (تيار المردة) الذي رشحه لحقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية، ولتلعن من جديد سنسفيل الخونة والقردة!