تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
تجددت الاشتباكات في عدن المحتلة، فيما واصل مرتزقة "الانتقالي الجنوبي"، الموالي للاحتلال الإماراتي، حملات المداهمة لمنازل المواطنين، مستخدمين الأطقم العسكرية والمدرعات، بعد تهجير أكثر من 200 أسرة من المدينة القديمة، التي شهدت، قبل أسابيع، مواجهات دامية بين أدوات الاحتلال الإماراتي انتهت بحملة تنكيل بأهاليها من المدنيين العزل بدوافع مناطقية. 
وفوق هذا وذاك يجدد المرتزق الزبيدي إعلانه ألا مشكلة في التطبيع مع الكيان الصهيوني.
اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، في مدينة كريتر بمحافظة عدن المحتلة، متسببة بأضرار بالغة في ممتلكات المواطنين.
وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات المسلحة اندلعت بين ما تسمى قوات الأحزمة الأمنية التابعة للاحتلال الإماراتي، ومسلحين مجهولين في محيط "مسجد أبان" في المدينة القديمة.. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى تضرر عدد من السيارات الخاصة بالمواطنين في محيط المسجد، مشيرة إلى أن حالة من الفزع أصابت أهالي الحي.
وكانت مدينة كريتر عاشت أياماً دامية خلال الأسابيع الماضية، بفعل اشتباكات عنيفة بين فصائل مرتزقة "الانتقالي"، أوقعت عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.

400 عملية مداهمة 
على الصعيد ذاته، يواصل مرتزقة "الانتقالي" في عدن عمليات مداهمة المنازل، مستخدمين الأطقم العسكرية والمدرعات.
ووفق مصادر محلية، فإن مسلحين تابعين لمرتزقة الانتقالي يستقلون مدرعة وثلاثة أطقم عسكرية، داهموا منزلاً في حي المحاريق بمديرية الشيخ عثمان وأطبقوا عليه حصاراً خانقاً قبل أن يقتحموه.. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين أغلقوا الحي وأوقفوا حركة التنقل ومنعوا الدخول والخروج من المكان، حتى تم الانتهاء من اقتحام المنزل.
ولفتت إلى أن عملية المداهمة، التي لم تُعرَف أسبابها، أثارت في أوساط أهالي الحي الرعب من اندلاع اشتباكات ومواجهات مسلحة شبيهة بما حدث في كريتر.
يشار إلى أن مرتزقة الانتقالي نفذوا -منذ مطلع أكتوبر الجاري- عشرات الحملات والمداهمات الليلية واقتحموا مئات المنازل في مدينة عدن، عقب المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة كريتر بين ما تسمى قوات العاصفة، بقيادة المرتزق أوسان العنشلي، ومسلحي قائد "الحزام الأمني" في المدينة، المرتزق إمام النوبي، وخلَّفت أكثر من 65 بين قتيل وجريح معظمهم مدنيون.
كما نفذ مرتزقة "الانتقالي" حملات استهدفت أحياء سكنية في كريتر، قاموا خلالها بتهجير 200 أسرة من الفقراء والمعدمين، وتدمير وإحراق عدد من المنازل بهدف تحويل تلك المناطق إلى معسكرات وثكنات لهم.
ومنتصف أكتوبر الجاري، هدم مرتزقة الانتقالي منزلاً تملكه أسرة في مدينة عدن، واستولوا على أرضيته والمزرعة المحيطة به، مستخدمين الجرافات المعززة بالمدرعات والأطقم العسكرية، في تصرف أثار سخط واستهجان المواطنين.
وبحسب "رابطة أمهات المختطفين" في عدن، فقد نفذ مرتزقة الانتقالي أكثر من 400 عملية مداهمة واعتقال طالت عدداً من الناشطين والحقوقيين وغيرهم من المواطنين البسطاء.

الزبيدي للتحالف والتطبيع
وفي خطوة تكشف مدى إفلاس أدوات الاحتلال، أعلن المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي، بألا مشكلة في التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية في فلسطين المحتلة.
وقال الزبيدي، في حوار أجرته معه صحيفة “عكاظ” السعودية ونشر أمس، إن مسألة التطبيع مع "إسرائيل" لا تعتبر إشكالاً و"لا تعني التخلي عن القضية الفلسطينية"، في إشارة منه إلى أنه لا مشكلة لديه في أن يكون هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني مع إبقاء رفع عنوان القضية الفلسطينية شكلياً.. واعترف الزبيدي بأنه لا يتبع إلا التحالف السعودي الإماراتي مباشرة، الذي لعب بحسبه دوراً محورياً في دعم قوات الانتقالي على الأرض.
واعتبر مراقبون أن توقيت إجراء السعودية حواراً مع الزبيدي له أبعاد ودلالات تتعلق بالمستجدات التي تشهدها المناطق الجنوبية.