لا ميديا -
"إن التحسينات في قدرات حزب الله العسكرية والتقنية، يمكن ردها بدرجة مذهلة إلى عمل شخص واحد، وهو: حسان اللقيس. هذه الشخصية التي تعد واحدة من أكبر الشخصيات ذات القدرة على الاختراع والمبادرة، وضمن أهم الأدمغة التكنولوجية في حزب الله". يضيف التوصيف الاستخباري الإسرائيلي، أن "إرث اللقيس في حزب الله، جعل المنظمة تسبق جميع مثيلاتها حول العالم، خصوصاً ما يتعلق بالتكتيكات والتكنولوجيا الهجومية والدفاعية، التي باتت لديها".
توصيف استخباري نشرته مجلة "تاور مجازين" الصادرة في واشنطن.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول أمني رفيع "ترأس اللقيس أيضاً مشروع تطوير حزب الله لطائرات من دون طيار، مصممة ليس حصراً للاستطلاع وتحصيل المعلومات الاستخبارية، بل أيضاً للخرق وتفجير أهداف".
 وأنه "على هذه الخلفية، وضعت (الاستخبارات العسكرية) توصية منذ التسعينيات بأنه هدف من أهدافها، مع التأكيد على ضرورة المبادرة إلى تصفيته".
الحاج علي (حسان هولو اللقيس) حائز على شهادة الهندسة في علوم الكومبيوتر من الجامعة الأميركية في بيروت. واكب صعود المقاومة، والتحق في صفوفها منذ انطلاقتها في 1982. ربطته صداقة وثيقة بالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله منذ أواخر العام 1979، في الحوزة التي أسسها السيد عباس الموسوي، واستمرت وتطورت علاقتهما ولم تنقطع بعدها.
يصفه السيد نصر الله بأنه "كان متميزاً على جميع الأصعدة، إنْ كان بتفوقه العلميّ، أو بدماثة أخلاقه، أو بطموحه الدائم التجدد... هو العامل المُجد والدؤوب والمؤدّب الخلوق والمحب، وأيضاً المبدع، أحد العقول المميّزة واللامعة في هذه المقاومة... كان أخاً وحبيباً وأنيساً وقريباً وصديقاً منذ أن كنا شباباً صغاراً في مدينة بعلبك".
أحد أهم عقول المقاومة الإسلامية وقائد الدفاع الجوي ومسؤول الوحدة الصاروخية، ومسؤول عن طائرات التجسس التي أرسلها حزب الله إلى أجواء فلسطين المحتلة وحلقت فوق تل أبيب والضفة الغربية وقطاع غزة. لم يتوقف يوماً عن البحث ومواكبة أي تطور تكنولوجي يخصّ عمله.
هذا العمل دفع بالإسرائيليين إلى أن يعدّوه أحد ضباط حرب الأدمغة، القائمة، على أكثر من صعيد، بينهم وبين المقاومة.
 وجاء اغتياله في سياق المعركة المستمرة بين حزب الله وإسرائيل، التي وجه خلالها كل من الطرفين ضربات إلى الآخر، وكانت ساحة معركتها متشعبة ومعقدة ومتعددة الساحات. سباق بين التعاظم العسكري الدفاعي للمقاومة في وجه تعاظم إرادة الاعتداء لدى "إسرائيل" خصوصاً بعد حرب عام 2006 وفشلها فيها.
ظلت الاستخبارات الصهيونية تترصده منذ تسعينيات القرن الماضي، وتعرض لعدة محاولات لاغتياله في بعلبك، ثم التدمير التام لمنزله في تموز 2006 حتى استشهد في 4 كانون الأول 2013.