لا ميديا -
في مسيرة رحلته تقرأ على جسده عشرات الجراح الممهورة بتواريخ لعمر المقاومة. لم يكن قد أتمّ عامه الـ20 حين التحق بالمقاومة راصداً ومستطلعاً ومقاتلاً. راكم خبرةً عسكريّةً هائلة. ورغم صغر سنّه، أدى دوراً أساسيّاً في تشكيل نواة «القوّة الخاصّة» في المقاومة، متولّياً مهام مختلفة حتى بات قائدها قبيل العام 2000. خَبر مواقع العدو الصهيوني، مشاركاً في عمليات نوعيّة، مستطلعاً ومهاجماً وملتحماً.
ولد محمد حسن قانصو في الدوير 1966، ودرس في مدرسة جبشيت أواخر سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت القرى والمدن المحروقة تعيد تماسكها الديني والاجتماعي، لتشكل قوة ارتكاز للمقاومة على يد الإمام موسى الصدر.
 في مدرسة الشيخ راغب، اختصر الكثير من دروس الحياة، فراح يشارك في التظاهرات، ويرشق دوريات الاحتلال، الذي راح يعتقل الشبان ويرميهم في معتقل أنصار. كان يصغي لأصواتهم المحمولة مع نسيم الفجر فيمتلئ قلبه حزناً. 
بعد وفاة الشيخ راغب، راح يكتب ليلاً على جدران البيوت النائمة شعار الثورة: «الموقف سلاح والمصافحة اعتراف»، ويرقب الذعر لدى الصهاينة الباحثين عمّن يكتبه. في لحظة تحول حاسمة جمع عدداً من رفاقه وراحوا معاً يؤسسون الخلية الأولى للمقاومة في الدوير، وهي من طلائع الخلايا المقاومة في النبطية.
توجه عام 1985 إلى جبل صافي في إقليم التفاح ليلتقي هناك بعباس الموسوي، وتبدأ المقاومة 1986 بما عُرف يومها بالعمليات النوعية في اقتحام المواقع التي كان له نصيب وافر منها وأظهر حنكة قتالية فأمسى قائداً يجيد التخطيط والتنفيذ لعمليات اقتحام المواقع. 
في عملية ثكنة الريحان كمن مع رفاقه ليلاً ليفاجأ قبل الفجر بالجنود الصهاينة على مقربة منهم، ودارت مواجهة قاسية أصيب فيها هو وعدد من المقاومين، واعترف العدو بمقتل 8 من جنوده، ويقول رابين يومها «لقد نجونا من كارثة حقيقية»، فهناك عشرات الجنود نجوا بأعجوبة. 
أما حين صمم لإسقاط موقع الأحمدية المكشوف والمحصّن بثماني دبابات ميركافا، حينها لم يجد الصهاينة لوقف الهجوم سوى التدخل الجوي فسقط عدد من الشهداء وأصيب هو.
عام 2005، أوكلت إليه قيادة المقاومة أن يقود «عملية الغجر» (أسر جنودٍ صهاينة). ورغم أن العملية فشلت فإنه حافظ على عزيمته، من دون أن ينعكس الإخفاق في تحقيق الهدف على معنوياته أو حضوره، بل شكّل ذلك دافعاً لأن يكون أحد المشاركين في عملية «الوعد الصادق»، قائداً للمجموعات المعنية بالتعامل مع المواقع الصهيونية لحظة أسر الجنود في «خلة وردة» في 12 تموز 2006. توجّه بعدها إلى بنت جبيل، حيث أدار المعركة إلى جانب رفيقه «الحاج قاسم» وآخرين، مشرفاً على محور بنت جبيل بيت ياحون عيناتا. وتحت قبضته وقبضات المقاومين أذلّ نخبة الايغوز وحطم أنيابها، وكسر هيبة الميركافا. جُرح في الحرب 3 مرّات. ينقل أحد من كانوا معه أن «الدماء التي غطّت ثيابه كانت دماء جنود العدو، فقد اشتبك معهم من على مسافة قصيرة جدّاً»، أشاع العدو يومها: "لقد قتلنا ساجد الدوير".
في آخر أسبوعٍ من الحرب، انتقل إلى بيت ياحون لإدارة المعركة من هناك. وفي طريقه، تعرَّض لإصابة ثانية. لازم «غرفة عملياته» متابعاً لصدّ أيّ التفافٍ حول مدينة بنت جبيل فأصيب للمرّة الثالثة واستشهد على إثرها.