ملف خاص / علي عطروس / لا ميديا -

سنة سابعة ثورة
«ثورة» وإن طارت ومهما قيل ويقال وسيقال من تقولاتٍ سوداء وتخرصاتٍ صفراء وتحيزاتٍ حمراء في توصيف الـ21 من أيلول/ سبتمبر 2014 كمجرد حدث «ثوري» عابر في إستاتيكية «وصاية» ثابتة.
إن تخلقات هذا اليوم الأولية ومخاضات ولادته المتتالية وإرهاصات ميلاده المتوالية.. آهات وتأوهات صيحته الأولى وتكبيرات كلمات صرخته اللاأخيرة.. كينونة وجوده ومكنونات موجوداته.. محاولات وأده وتحولات نجاته.. سيرورة انفعالاته وتفاعلاته وصيرورة أفعاله واعتمالاته.. مؤثرات استمراره وتطوراته وآثار خطاه وخطواته.. مدخلات نصره ومخرجات انتصاراته... تبقيه -للأبد- يوم اليمن الأهم تاريخياً والأعم جغرافياً والأعظم إنسانياً.. إنه يوم رفع الوصاية والاستقلال الأبدي.
في ذكرى ميلاده السابعة يعود الـ21 من أيلول/ سبتمبر إلى دأبه في مواجهة ما تبقى عنه من أسئلة، ويعاود ديدنه في مجابهة ما تلقى إليه من تساؤلات.. بعد أن كان له في ست سابقاتٍ قصب السبق في مطارحة أسئلة البدايات وقائع واستجوابات وفي طرح تساؤلات البديهيات حقائق وإجابات.. إنها عادات الثورات الحقيقية التي لا تنفك عن مراجعة جدلياتها الكبرى أفعالاً ونقاشات بالتوازي مع مواقعة اشتغالاتها اللحظوية في المسافات الفاصلة بين العبور من علامات استفهام ما قبل الأمس إلى الحضور بدون علامات تعجب تحجب الثورة عن يوم الناس هذا.
وبين أمس بداية القرن العشرين وبين اليوم ببداية العقد الثاني من القرن الـ21، ثار اليمنيون وثاروا وثوِّروا وثوَّروا وثأروا وأثروا وتأثروا وأثاروا في متتالية إنسانية غير رياضية بتاتاً ولا تراتبية مطلقاً.. لا تحكمها الصدف تماماً ولا تتحكم بها المؤامرات دائماً.
عموماً.. قد لا يكون من المناسب منح توصيف المنهجية أو إعطاء صفة المدرسية لهكذا قراءة متعجلة لمطالع الأيام وكتابة مستعجلة لطوالع الليالي، بل هي - رغم اجتهاداتها ومجاهداتها- مجرد محاولة متواضعة في اتكاءاتها البحثوية أداءً وأدوات قياساً وملاحظات، تسعى قُدماً لتدوين إنسانية اللحظات هذه وتلك إنما خارج تأطيرها التعبوي اجتماعياً و«اللعبوي» سياسياً، وبعيداً عن براويزها المنضدة بأحرف كلمات أحكام مسبقة أو ملحقة أو إكليشاتها المنضدة في عناوين حكام سابقين أو لاحقين.
مجرد جردة حساب بلا حساب.. بغير أرقام أو أعداد.. بدون ثواب أو عقاب.. جردة متجردة لكنها غير عمياء.. نضعها هنا لكم وبين يدي الـ21 من أيلول/ سبتمبر في عيد ميلاده السابع، فإن لم ينل الجرد رضا صاحب الشأن فلتطفئ الشمع الرياح.

في البدء كانت الثورة
سجل اليمنيون -خلال جميع حقب تاريخهم الممتد قروناً مديدة وألفياتٍ عديدة، وعبر كل مساحات جغرافيتهم الواسعة مياه والشاسعة يباساً- براءات ثورة تتجاوز أزمنة الغلبة، وموجات هجرة تتجاوز أمكنة اللعبة. وبين الثورة حيث فطرة التراب وبين الهجرة حيث اكتساب التضاريس، وضع اليمنيون أولى بصمات الـ»DNA» الثوري، وأوسع خارطة هجرة جينية في العالم.
انتصروا في ثورةٍ هنا وهُزموا من هجرةٍ هناك.. ليست اليمن بلاد ما بين النهرين ولا أرض السند والهند.. لكنها بلدٌ تتوسد حجر البداية وتتوسدها صخرة سيزيف.. وبين سهولة الطريق عند أول الوادي ووعورة الوصول إلى رأس الجبل ثار اليمني جيئةً إلى الحقل وذهاباً إلى الحرب.. وهاجر بين بحرٍ وبر حين ظن أنه يستطيع أن يغادر الأرض على سفينة نوح وأن يغزو السماء من على مكوكٍ على عرش بلقيس.. وبين الثورة والهجرة عبر الرومان والفرس والأحباش والأتراك والمماليك والبرتغال والإنجليز من بين سيقان الرمل والحصى ومن بين سواقي البحر والسد إلى حيث حكايات المقابر لا تكف عن الحديث إلى جثث الغزاة.

«عصابـــة» الوطنية فوق رأس الإمام
مع بدايات القرن العشرين وعلى إثر ما فعل والده الإمام «محمد حميد الدين»، قاتل الإمام «يحيى بن محمد» الأتراك، وقاد اليمنيين في ثورة هزمت المحتل وأنجزت الاستقلال وفرضت السيادة.
«الوطنية» لا ولم ولن تكون يوماً شالاً أو كوفية «معصوبة» إلى وعلى رأس جمهوري فقط أو ملكي لا غير.. إنها فعل الرفض ومقاومة الخنوع ومحاربة الظلم ومقارعة الطغيان ومواجهة المحتل ومجابهة العميل.. الوطنية لا جمهورية ولا إمامية.. الوطنية هي الوطنية فقط ولا غير.. حين قاتل الإمام «القاسم بن محمد» العثمانيين في غزوهم الأول لليمن كان وطنياً، وكذلك هو الحال مع ابنه الإمام «المطهر» وغريمه السلطان «عامر بن عبدالوهاب».
في المقابل ماذا عن وطنية آخر إمام ملكي «البدر» الذي استنجد بالسعوديين لإنقاذ «عرشه»؟! ووطنية أول رئيس جمهوري «السلال» الذي استعان بالمصريين لإقامة «حكمه»؟! وماذا بشأن وطنية آخر حاكمٍ جمهوري مرتزق وخائن «هادي» الذي أباح شعبه وبلده للصهاينة الأغراب والأعراب بدعاوى كاذبة أولاها الجمهورية «المتسعودة» وليس آخرها الشرعية «المتأمركة»؟!
في العام 1948 اغتيل الإمام «يحيى» بطريقة وحشية وبفتوى «إخوانجية» خلعت العمامة عن رأسه لتضعها على رأس الإمام «عبدالله الوزير» وسموا ما حدث بالثورة!
بايع «حسن البنا» مؤسس «الإخوان المسلمين»، الإمام «يحيى» أميراً للمؤمنين قبل أن ينكث بقسم البيعة بعد رفض الإمام مخططات الإخوان البريطانية وخططهم الإنجليزية، ليجد «البنا» ضالته ونصف وجهه الآخر في «عبدالعزيز بن سعود» وليبايعه ويبيعه إمارة المؤمنين.
وبعد أن كان «الفضيل الورتلاني» يد «البنا» اليسرى لمبايعة الإمام يحيى، صار يده اليمنى في مؤامرة اغتياله والانقلاب عليه في 1948م.. لم يكن الأمر معقداً إلى الدرجة التي لا ينكشف معها تآمر الإنجليز وبن سعود على الإمام يحيى لتحقيق أهدافهم المشتركة في اليمن، ولم يكن الأمر في المقابل بسيطاً وعفوياً ومحصوراً بين رصاصات «علي ناصر القردعي» وقصاصات نزلاء «سجن نافع».
مؤخراً.. تزايدت محاولات إعادة قراءة تاريخ اليمن الحديث منذ عهد الإمام يحيى، وهي محاولات جديدة وشجاعة في العموم، لكن أصحاب هذه المحاولات -وللأسف الشديدـ ينتهجون ذات الطريق التي كانوا ينتقدونها ويجلدون سالكيها ويتهمونهم بالتجني على الأئمة وعدم إنصافهم وتقدير أدوارهم وتشويههم وتغييب إيجابياتهم وتضخيم سلبياتهم.. فيما هؤلاء أنفسهم اليوم يفعلون كما كان يفعل أولئك ولكن بطريقة معكوسة تصل لحد تنزيه الأئمة عن ارتكاب أي هناتٍ أو أخطاء، واتهام خصومهم بكل الموبقات والخطايا.. وهي مبالغة تنضح بالمكر وتضج بتصفية الحسابات، كما أنها لا تخدم أحداً -إن ظن فاعلوها أنهم يتجملون لأحد- والحقيقة هي الضحية في نهاية الأمر.. بالفعل التاريخ يعيد نفسه ولكن معكوساً هذه المرة.
لم يكن «عبدالله الوزير» ولا «القردعي» جمهوريين لتحتفي بهما كتب مناهج تاريخ الإخوان «الوطنية»، وهو الحال نفسه مع شقيقي الإمام «أحمد» سيفي الإسلام «عبدالله» و«إبراهيم»، ومع قائد محاولتهما للوصول إلى العرش «أحمد الثلايا» في ما سمتها كتب التاريخ تلك «حركة 1955» (الوطنية).. وفتش مجدداً عن الإنجليز ودورهم في تلك الحركة (الوطنية جدا)، وعن علاقة سيفي الإسلام بـ«قصر برمنغهام».. لا علاقة رغم ذلك بين الوطنية وبين دموية الإمام أحمد وتوليته البدر ولياً للعهد ووريثاً للعرش، والتوريث بالطبع قفز فاضح من الإمامة إلى الأموية.. بالمناسبة، التوريث في الواقع العربي مُشكلٌ «جمهوريٌ» أكثر منه شيئاً آخر.. مؤخراً تم الكشف عن ترتيب فرنسي لترشيح وانتخاب «سيف الإسلام القذافي» رئيساً لـ«ليبيا»، وهو من كان في موقع ولاية العهد قبل اندلاع ما تسمى «ثورات الربيع العربي» التي كان من أبرز دوافعها التوريث، ومن أهم أهدافها تصويب مسار النظام الجمهوري بعد أن حوله الرؤساء العرب إلى نظام هجين ناتج عن تزاوج السلطة مع الثروة، فلم يعد جمهورياً ولم يعد ملكياً، بل هو نظام فوضى «جملكي».
ويأتي ترتيب عودة نجل القذافي احتفالاً بذكرى مرور 10 سنوات من قتل والده الزعيم الليبي معمر القذافي، رئيس الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى، على يد الاستخبارات الفرنسية وبأوامر مباشرة من الرئيس الفرنسي السابق «ساركوزي» الذي أدين لاحقاً بالفساد، وهو من استلم من القذافي مبالغ طائلةً جدا كما هو حال رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق «برلسكوني».. بالمناسبة جميع هؤلاء هم رؤساء جمهوريات أوروبية «عريقة» وليست كإسبانيا التي عادت ملكية بعد رحيل الجنرال «فرانكو» الذي أعلنها جمهورية.. على فكرة: «خوان كارلوس» الملك الإسباني السابق متهم بقضايا فساد منها تلقيه أموالاً كبيرة كهدايا من ملوك السعودية ودويلات الخليج.

مـلك و كتابــة
كان لـ«دمشق» حاكمٌ أيوبيٌ ظالمٌ وفاجرٌ وفاسق أذاق الدمشقيين الويل وعانوا منه ومن حاشيته الأمرين، وحين وصل التتار إلى أسوار المدينة في خضم اجتياحهم لبلاد الشام فر هذا الأيوبي ومن معه من بطانة السوء، تاركين أهل دمشق لمصيرهم مع المغول الذين دخلوا المدينة، وتولى حكمها أحد أحفاد جنكيز خان، والذي كان مختلفاً عما عرف من دموية وهمجية عن التتار وقادتهم.
ساس الحاكم المغولي أهل دمشق بالحزم مع العدل وبالشدة مع الأمن وبالعزم مع المشورة، ولمس الناس الفارق بين ما هم عليه اليوم وما كانوا عليه في عهد الأيوبي الفاسد.
هُزم التتار في معركة عين جالوت وتقهقروا أمام قوات مماليك مصر بقيادة قطز وبيبرس حتى وصل الأخير بقواته إلى عند أسوار دمشق وحاصرها وشدد الخناق على سكانها وحكامها التتار، وعرض على هؤلاء الاستسلام أو استمرار الحصار ثم الاقتحام.. جمع الحاكم المغولي أهل دمشق وذكرهم بما كان من عهده وعهد من قبله معهم، ثم خيرهم بين الاستسلام لبيبرس الذي كان مايزال قائداً أيوبياً حينها وتسليمه المدينة، وبين الاستمرار في المقاومة ورفض الهزيمة.. فُزع الدمشقيون حين سمعوا باحتمال عودة الأيوبيين إلى حكمهم، وتذكروا عهدهم مع ذلك الوالي الفاسق وبما كان ممن جاء بعده، وقرروا رفض التسليم والاستسلام.
وبعيداً عن أي إفراطٍ رومانسي قد تتضمنه هكذا رواية إلا أن إسقاط دلالاتها على الجدلية الملكية الجمهورية يخرس تلاسنات هذا الجدل اللفظي ويفحم محاجاجاته الكلامية وينتج في المحصلة حقيقة الإشكال القديم والقائم بين أشكال أنظمة الحكم بما يقود في خلاصته إلى تتبع معاني المأثور الشهير: لا يهم من يحكمني.. الأهم هو كيف يحكم!

بيادق جمهورية مصرية وبنادق ملكية سعودية
كان المشير «عبدالله السلال» قائداً لحراسة سيف الإسلام «محمد البدر» منذ أن عينه «الإمام أحمد» ولياً للعهد وحين صار ملكاً على صنعاء كآخر إمام على اليمن.
في ليلة الـ26 من سبتمبر 1962 وجد الأول نفسه رئيساً لجمهورية لم يعلم عنها شيئاً إلا في اللحظات الأخيرة من إعلانها، بينما وجد الآخر نفسه خارج السلطة بعد أيام قليلة على إعلانه إماماً.. لاحقاً تحول «السلال» بيدق جمهورية مصرياً، وصار «البدر» بندق ملكية سعودياً.. ودارت رحى الحرب تحصد رؤوس اليمنيين بين ماضٍ إماميٍ لم يذهب تعاود إيابه السعودية ومن خلفها أمريكا وبريطانيا، ومستقبلٍ جمهوريٍ لم يأت تمانع مجيئه مصر عبدالناصر... وأصبحت اليمن ساحة حرب مغلقة وتصفيات حساباتٍ مفتوحة.. مجرد خارطة صراعٍ جغرف تضاريس أسرها وخبأ مفاتيح تحريرها الأجنبي، وبأمعاء شعبٍ ربط على بطن الأرض وصايته وبخيط انقلاب ومواجهة انقلاب علّق مشروع ثورة بين سماء جمهورية لا يطالها وأرض ملكية لا يطأ عليها.
خمس سنوات (1962 - 1967) أكلت أيامها أخضر الحلم ويابس الواقع وشربت لياليها دماء النجوم ودموع الكواكب، انتهت إلى انتقال اليمن من درج طموحات عبدالناصر إلى دولاب الوصاية السعودية الوقحة، وبعد التخلص من المخلصين من إماميي اليمن وجمهورييها والخلاص من «كابوس ـ حلم» اليمن الحر المستقل ذي السيادة لم يعد من المهم حينها توصيف النظام كجمهوري أو ملكي، بل كان الأهم بالنسبة للسعودية هو أن يكون نظاماً خاضعاً للوصاية وللتبعية وخارج الوطنية والتاريخ والجغرافيا، وما من مشكلةٍ أن يغني «علي بن علي الآنسي» بعد ذلك «في ظل راية ثورتي»، وأن يردد من بعده الطلاب في كل طابور صباحي «أعلنت جمهوريتي»!

برع يا استعمار.. تعال يا احتلال
بأوامر «مصرية» اتجه ثوار الجنوب «القومجيون» إلى القتال مع «جمهوريي» 26 سبتمبر، وفعل هؤلاء وبأوامر «مصرية» أيضاً بالمثل مع «جمهوريي» 14 أكتوبر.
أربع سنوات (1963 - 1967) فصلت بين مقتل «لبوزة» بيد المحتلين الإنجليز وبين رحيل آخر جندي بريطاني من عدن.. وانقسم فيها ثوار الجنوب على جبهتين: «الجبهة القومية» و»جبهة التحرير»، وانتقل صراع الثوار مع الإنجليز إلى كسر عظمٍ وجماجم بين الثوار أنفسهم، لينتهي الأمر بهزيمة أتباع جبهة التحرير ومن خلفهم عبدالناصر، وتسليم الإنجليز حكم الجنوب ليساريي الجبهة القومية.
وفي دموية صراع متتالية ذبح الرفاق بعضهم بعضاً بدايةً من 1969 وليس انتهاءً بـ1986، وفقاً لدعاوى أيديولوجية في البداية، ولدوافع قروية ومناطقية في ما بعد.. وحُملت جمهورية اليسار من كتف البريطانيين إلى كنف السوفييت، وانتهت مواجهة القوى الرجعية في الشمال وشمال الشمال إلى إقامة بقايا «الرموز الفيشينك» للاشتراكيين في عاصمة الرجعية الأولى الرياض بعد أن تخلصت الأخيرة من الرفاق الحقيقيين مرحلةً بعد أخرى.

خطـأ الحمدي وخطيئة التصحيح
كان يمكن لما تسمى «حركة التصحيح» أن تتحول إلى ثورة حقيقية لولا وقوعها في خطأين: الأول أنها قامت على جزءٍ أصيلٍ من النظام ضد جزءٍ آخر، وسقط الرئيس الشهيد «الحمدي» في شرك ما كان يحذر منه بأن «تجريب المجرب خطأٌ مرتين»، أما الخطأ الثاني فلأنها انطلقت بالاتفاق مع السعودية أولاً، واعتمدت تالياً على إدارة الناصريين وتعبئة الإخوان المسلمين.. وفي مواجهة البحث عن الخلاص من الوصاية والتبعية تم الخلاص من الحمدي ومشروعه بأدوات وأذيال الوصاية تلك.

ثـورة 2011 خلف أسوار فرقة الوصاية
كان «علي عبدالله صالح» مركز ترويكا الوصاية متشاركاً إثم استمرار التبعية والعمالة مع «عبدالله الأحمر» و«علي محسن الأحمر» وشيوخ «الإخوان المسلمين» ومشائخ «المؤتمر» ومافيا رأس المال الطفيلية وجنرالات البدلات الكاكية والصفراء وقيادات المجتمع المدني المدجنة والمهجنة والمعفنة.
في «فبراير 2011» اندلعت الثورة الشبابية بعنفوان شعبي، وسعت لطمس كل قبح نظام الوصاية والعمالة والنخاسة والفساد، وطمحت إلى إسقاط أسوار حديقة بني سعود الخلفية، لكنها سقطت أو أُسقطت داخل هذه الأسوار وخارج أحلام اليمنيين في التخلص من التبعية والخلاص من الوصاية.