تتغير الأقنعة الأممية وتتلون ألسنتها وتتعدد جنسيات حامليها ومحموليها وتتبدل بدلات لابسيها وتتنوع ياقاتهم وربطات أعناقهم وأحذيتهم وتسريحات شعورهم ومشاعرهم وشعاراتهم، فيما يبقى الوجه الأمريكي هو الـUN والـUNIFURM والـA والـZ بداية Washinghton ونهاية Newyork.
هانس جرودنبرغ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن لا ولن يختلف عمن سبقه من مبعوثي نيويورك – واشنطن، إلا أنه سيكون النسخة السويدية 'الناعمة' من سلبية بن عمر ونذالة آل الشيخ ومراوغة غريفيتث.. زبدة Lurbak البيضاء جدا والإسكندنافية جدا جدا.
سيكون على صنعاء مواجهة نوع جديد من زرقاويي العيون والدماء.. Viking عصري ومطور ومحور وحصري وقطري.
بدأ جرودنبرغ بزيارة قطر بأوامر أمريكية في تبديل أدوار وأثوار وأسوار بين الدوحة والرياض ومسقط، ولا يلزم الاحتفاء بدعوته لفتح مطار صنعاء إلا بالالتزام باللعب الدبلوماسي (النظيف) على أقل تقدير وتعبير وتأثير وتدوير وتخدير وتحذير.
إحاطته الأولى في مجلس الأمن تعكس بلا شك مهمة الرجل المكلف بها أولاً وأخيراً: تصفير عداد سنوات العدوان وتبييض جرائم السعودية.على فكرة.. تلك المهمة هي إحدى مهام مبنى الـUN الرئيسة وإنجازاتها القذرة في سبعة عقود من تاريخها الفاشل منذ ما قبل فيتنام وحتى ما بعد اليمن.
أما ما يريده اليمنيون حقاً وحقائق بعد كل هذا الصمود وهذه التضحيات فلن ينجزه هانس ولا أنطونيو ولا الأم تيريزا حتى.. بل تحقيقه منوطٌ فقط ولا غير ببنادق المجاهدين وخنادق المرابطين وباليستيات المستضعفين ومسيراتهم.