منتصف ليلة 22 يوليو/ تموز عام 2001، ألقت طائرة (إف 16) قنبلة تزن طناً من المتفجرات على بناية في حي مزدحم في مدينة غزة. نتج عن الغارة استشهاد صلاح شحادة وزوجته وإحدى بناته و18 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال.
ولد صلاح شحادة في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة عام 1952، وقد نزح والداه من مدينة يافا إثر احتلال العصابات الصهيونية لها عام 1948.
درس في مدارس وكالة الغوث "الأونروا" في مخيم الشاطئ للاجئين، وفي عام 1972 نال الشهادة الثانوية في بلدة بيت حانون، وفي العام نفسه التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الإسكندرية.
عمل بعد تخرجه باحثاً اجتماعياً في مدينة العريش شمال سيناء عام 1976، وعيّن لاحقاً مفتشاً للشؤون الاجتماعية في العريش.
عقب اتفاق "كامب ديفيد" وعودة العريش لسيادة مصر، انتقل للإقامة في بلدة بيت حانون، واستلم في غزة منصب مفتش الشؤون الاجتماعية للقطاع. وفي بداية العام 1982، عمل في دائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة. وفي عام 1984 اعتقلته سلطات الاحتلال للاشتباه بـ"نشاطه المعادي للاحتلال"، وقضى في المعتقل عامين بموجب قانون الطوارئ.
بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 تم اعتقاله في 1988، ووجهت إليه تهمة المسؤولية عن تشكيل الجهاز العسكري لـ"حماس"، الذي عُرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، قبل أن يتطور الجهاز ويصبح باسم كتائب القسام، كما اتهم بإصداره أوامر بخطف الجنديين "سبورتس" و"سعدون"، والتي كانت باكورة عمليات الجهاز العسكري.
تم الإفراج عنه من سجون الاحتلال في مايو 2000م بعد اعتقال دام 12 عاما، وتزامن خروجه من السجن مع اندلاع انتفاضة الأقصى، فأعاد ترتيب صفوف الجهاز العسكري لحركة "حماس"، بعد الضربة القوية التي تعرضت لها من السلطة الفلسطينية عام 1996، واعتقال معظم عناصرها وقادتها ومصادرة سلاحها، ليصبح القائد العام لكتائب القسام، فأشرف وخطط لعدة عمليات استشهادية وعمليات اقتحام المستوطنات أسقطت عشرات الجنود الصهاينة.
عمل شحادة على توفير السلاح للمقاومة الفلسطينية، وأشرف على إقامة أول مصنع لتصنيع القنابل اليدوية.
تم تصنيفه من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات والجيش "الإسرائيلية" المطلوب رقم (1) وتقرر تصفيته. قال شارون بعد استشهاده: "ضربنا أكبر ناشط في حركة حماس والذي أعاد تنظيم الحركة من جديد”.