إنصاف أبوراس / مرافىء -

ثمة فرصة وحيدة فقط؛ هناك حيث تركنا حقيبة كياننا تحت ركام كثيف من الفشل، ثم مضينا دون التفاتة. كان مشوارنا معبداً بالخيبات، توالت واحدة تلو الأخرى، ربما لأننا حين اليأس لم نحسن الاختيار، حملنا حقيبة مزيفة يتسع قلبها للكثير من الوهم. هكذا يحدث حين نتخلى عن قصص حكتها لنا الجدات في ليلة شتاء طويلة، فغمرت تفاصيل الحكاية جسد طفولتنا. لكننا كبرنا وباتت تلك محض هرطقات في نظر الفراغ الممتد عبر فكرنا المتخم بخدعة الحداثة. 
الآن بات طريقنا وعراً حد تكسر أقدامنا. كم كنا أغبياء حين تركنا حقيبة الثقة ترقد تحت ركام اليأس. كم كنا أغبياء حقاً حين تركنا في قلبها تاريخنا، كينونتنا، ومضينا نركض لاهثين خلف وهم حاضرٍ ظنناه من نسل ماضينا، فخاب أملنا حين وجدناه بملامح مختلفة؛ كان لقيطاً وكنا للأسف شاهدي زور نحنث باليمين بأن له امتداداً، فتهنا كعقوبة أصدرها ضدنا الخنوع والتبعية لعكس ما نؤمن به.