تقرير - خاص - لا ميديا

بدأ عشرات المواطنين في محافظة عدن المحتلة ارتداء الكمامات الوقائية الطبية، في خطوة هي الأولى في تاريخ المدينة.
ومنذ مطلع الأسبوع الماضي، شوهد في شوارع عدن وأسواقها وأماكنها العامة، أعداد كبيرة من أهالي وسكان المدينة يرتدون الكمامات وسط تخوفاتهم من انتشار فيروس كورونا.
يأتي ذلك بعد أن تكشفت نوايا سلطات الاحتلال إقامة مراكز حجر صحية في المدينة، لنقل أعداد من رعاياها المصابين بفيروس كورونا إليها، بالإضافة إلى شروع سلطات قوات الاحتلال الإماراتي الفعلي بإقامة مركز عزل صحي في مدينة المخا وآخر في مناطق الصبيحة بالساحل الغربي، في جريمة جديدة تضاف لجرائمها في اليمن منذ بدء عدوانها عليه في العام 2015.
وأكدت العديد من المصادر تخصيص قوات الاحتلال الإماراتي أكثر من مليار درهم لبناء وتجهيز حجر صحي (مركز صحي) لها في مدينة المخا بمحافظة تعز لنقل رعاياها المصابين بفيروس كورونا.
وأفادت مصادر محلية في محافظة لحج المحتلة بأن قوات الاحتلال الإماراتي عدلت قرارها بتغيير موقع المحجر من المخا إلى منطقة نائية بالصبيحة تسمى "شعب الجن"، والواقعة ما بين منطقة ذوباب ورأس العارة بالساحل الغربي.
وقالت المصادر إن عدداً من مرتزقة الاحتلال ومسلحين قبليين يقودهم أحد مشائخ الصبيحة قاموا بالسيطرة على الموقع تمهيداً لإقامة المحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا.
وأشارت المصادر إلى أن سيطرة المسلحين على الموقع جاءت عبر تنسيق أحد قيادات مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي بالمنطقة مع قيادات الاحتلال الإماراتي ليكون شعب الجن بالصبيحة موقعا بديلا في حال الاعتراض على إقامة مركز العزل الصحي في مدينة المخا.
وكانت وزارة الصحة الإماراتية قد قامت بتجهيز أحد المباني المشيدة مسبقاً بالقرب من مستشفى أطباء بلا حدود بمدينة المخا ليتم نقل المصابين والمشتبه بإصابتهم بالفيروس من الإمارات إلى اليمن لعزلهم صحياً ووضعهم تحت الحجر الصحي للحد من انتشار الفيروس في الإمارات. ورغم أن وزارة الصحة بحكومة المرتزقة سارعت للنفي مخافة السخط الشعبي لأبناء مدينة المخا إلا أن مصادر فيها أكدت أن اتفاقاً تم توقيعه بين الهلال الأحمر الإماراتي ووزارة الصحة بحكومة المرتزقة لإقامة المحجر بعد أن تكفلت سلطات الاحتلال ببنائه وتجهيزه.

جزيرة "الكرنتينا" ووصايا الاحتلال 
ومع تزايد الحديث عن إصرار قوات الاحتلال على إقامة مراكز العزل الاحترازي، اقترح البعض على سلطات الاحتلال بعدن أن تكون الجزيرة الواقعة عرض البحر بميناء عدن مكانا مناسبا لإقامة العزل الاحترازي حيث كان يتوسطها محجر "الكرنتينا".
وقال الباحث بلال غلام إنه قام مطلع الأسبوع الحالي بزيارة ومعاينة ميدانية لمقر الكرنتينا في سياق عمله البحثي للصروح والمعالم في المدينة ونشر عددا من الصور لحال الكرنتينا وما آلت إليه بهدف إعادة تأهيلها. 
وأشار إلى أن جزيرة الكرنتينا كانت تستخدم كموقع للعزل الاحترازي، إلا أنها صارت خرائب وأطلالاً وتتطلب إعادة بناء وتأهيل من جديد لتكون مكانا للعزل كما كانت قديما.
يذكر أن محجر جزيرة الكرنتينا الصحي تم إنشاؤه في 1897، وكان يحيط بالجزيرة 6 مراسٍ يجري من خلالها إنزال المسافرين للحج وخاصة الهنود وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم قبل التوجه إلى ميناء جدة ومعرفة الإصابات المرضية وتوزيعهم على معابر "البراقات" وعددها ثلاثة بحسب طبيعة المرض.