تقرير/ #عمر_القاضي / #لا_ميديا -

أرقام مفزعة
آخر الإحصائيات للمصابين بإنفلونزا الخنازير، تشير إلى أنه منذ بدء موسم الشتاء وحتى منتصف ديسمبر الجاري، تم تسجيل 1038 حالة إصابة مشتبهة، إضافة إلى 346 حالة وفاة في مستشفيات أمانة العاصمة، منها 198 حالة وفاة من سكان الأمانة، والبقية ممن وفدوا إلى الأمانة وماتوا في مستشفياتها.
وكشفت الإحصائيات أن من بين الـ198 حالة وفاة المسجلة في الأمانة، هناك 148 حالة تم التأكد مخبريا من إصابتها بإنفلونزا الخنازير (H1N1).
وبالنسبة لعدد حالات الوفيات الكلية يؤكد الفحص المخبري أن الوباء هو إنفلونزا الخنازير، ويدحض أية نظريات أو إشاعات أخرى.
وبحسب مكتب الترصد في أمانة العاصمة، فإن الاثنين الماضي فقط شهد وفاة 7 حالات مصابة بالفيروس، إضافة إلى وصول 34 حالة مشتبها بإصابتها خلال أسبوع واحد.
 
الوصول المتأخر سبب للوفيات
إحصائيات مخيفة لضحايا وباء إنفلونزا الخنازير في صنعاء وإب وبقية المحافظات التي ينتشر فيها هذا الوباء وبشكل سريع، مخلفاً العديد من الضحايا في أوساط اليمنيين.
الدكتور وهاج المقطري، استشاري الطب الحرج والعناية المركزة، وصاحب هاشتاج «معاً لمواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1» على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول: «الفيروس اللعين يفتك بنا، الإصابات في تزايد مستمر، والوفيات أيضاً».
وأضاف المقطري أن جميع الحالات التي توفيت جراء هذا الوباء، كان سببها تأخر وصولها إلى أقسام العناية المركزة، وهي بين 4 و10 أيام (بعد ظهور الأعراض الأساسية للمرض)، إضافة إلى أن الحالات المصابة لم تأخذ عقار «التاميفلو» خلال أول 36 إلى 48 ساعة من بدء ظهور الأعراض عليها.
وأوضح المقطري أن الحالات التي تماثلت للشفاء كليا هي نوعان، النوع الأول هي التي تناولت عقار التاميفلو خلال اليومين الأولين من بدء ظهور الأعراض، والنوع الثاني تلك التي كانت نتيجة فحصها للفيروس سلبية، «ولم نتعرف على حالة تماثلت للشفاء من الحالات التي جاءت نتيجة فحصها للفيروس إيجابية أو الحالات التي لم تتناول عقار التاميفلو».
وأردف: «لقد سجلت حالات قليلة جداً لأشخاص أخذوا عقار التاميفلو بشكل متأخر، واستجابوا للعقار وتماثلوا للشفاء، لكن مع طول مدة الممارضة داخل المستشفى».
وفي ما يخص الإشاعات المتداولة التي تقول بأن تناول لحوم الدجاج هو السبب في انتشار الالتهابات الصدرية هذه الأيام، أكد المقطري أنها إشاعات كاذبة وغير مبنية على أسس علمية، ولا أساس لها من الصحة.
وأضاف: «حتى وإن افترضنا أن هذا النوع من الإنفلونزا هو إنفلونزا الطيور (H5N1)، فإن لحوم الدواجن تكون آمنة للأكل في حالة الطهو بدرجة حرارة داخلية تبلغ 74 درجة مئوية (165 فهرنهايت)، وأن طهو الطعام كما هو معروف تصل درجة الحرارة فيه إلى ما فوق 100 درجة مئوية».
أمراض وفيروسات غير تقليدية
وكان الدكتور وهاج المقطري أشار في وقت سابق إلى أن مواقع أجنبية أوردت عام 2017 تقارير اتهمت فيها السعودية باستخدام أسلحة بيولوجية تحت إشراف ودعم أمريكي، في حربها على اليمن، بحسب منشور له في صفحته على «فيسبوك».
وجاء في المنشور أن التقارير أكدت أن السعودية تستخدم أسلحة قذرة وغير تقليدية في حربها على اليمن، وبإشراف أمريكي، وصمت دولي حيال تلك الكارثة الإنسانية، وأن السلاح البيولوجي هو من ضمن تلك الأسلحة القذرة. 
وأضاف المقطري: لعلي كنت في ما مضى لا أذهب إلى نظرية احتمالية استخدام السعودية أسلحة بيولوجية ضد اليمنيين، لكنني وبحكم طبيعة عملي واحتكاكي بالحالات المرضية، أجدني اليوم مقتنعا تماما بذلك القول.
واستطرد: إننا في الحقيقة نواجه فيروسات وأمراضاً غير تقليدية بالمطلق، وقد تواصل معي أحد الأصدقاء يخبرني أن عمه سافر من صنعاء إلى عدن ثم إلى القاهرة، وقبل سفره بيومين بدأت تظهر عليه أعراض إنفلونزا وحمى، وحين وصل القاهرة اشتد عليه المرض وتدهورت حالته سريعا، وبعد إجراء كافة الفحوصات عجز الأطباء هناك أن يعرفوا نوع الفيروس الذي أصابه، وهو حاليا يرقد في أحد مستشفيات القاهرة في العناية المركزة تحت جهاز التنفس الصناعي.
وبحسب المنشور نفسه، فإن الشاهد في الأمر أن هذه الفيروسات يبدو واضحا أنها ليست تقليدية كتلك التي يعرفها الأطباء، وأنها ربما تكون قد خضعت لتجارب أكسبتها طفرات معينة، ما جعلها عصية على العلاج وأكثر شراسة وفتكا ولا تظهر غالبا في نتائج الفحص. 
وأوضح بقوله: قد يحتاج الأمر لبحوث ودراسات بيولوجية ووبائية، وجمع بيانات وما إلى ذلك، لكن تبقى الحقيقة التي لا تحتاج إلى أي تحليلات ودراسات، وهي أن العدوان السعودي الأمريكي قد استخدم أقذر ما يمكن استخدامه من سلاح في حرب إبادة جماعية ضد شعب مسالم محاصر بأكمله، فيما يدفن العالم رأسه المنافق داخل برميل نفط أسود ملعون.

يد المنظمات في نشر الوباء
من جهته، لا يستبعد الدكتور محمد طه علاقة المنظمات الدولية بانتشار إنفلونزا الخنازير، وبهذا التوقيت بالذات، يقول: «المساعدات الإنسانية والإغاثة التي تقدمها هذه المنظمات لليمنيين لها علاقة كبيرة بوباء إنفلونزا الخنازير والأمراض الأخرى».
ويضيف أن بعض المنظمات تمارس أعمالاً قذرة في بلادنا، مستغلة وضع اليمنيين والحرب والحصار، لتمرير مثل هذه القذارات لضمان استمرارها في العمل والتواجد في البلد، ويستطرد: «بعد أن فشل التحالف عسكرياً في اليمن، بدأوا يتجهون نحو الاحتلال الناعم لأجل بقائهم هنا وبأي شكل». 
ويؤكد الدكتور طه أن «الفيروسات والأوبئة التي تقتل اليمنيين اليوم لم نسمع عنها من قبل، فلماذا الآن بالذات؟ لا أستبعد أنها تمر عبر الإغاثات والمساعدات منتهية الصلاحية، واللقاحات التي تقدمها بعض المنظمات». 

حرب بيولوجية وجرثومية
أما الناشط جميل جمال فيشير إلى أن انتشار وباء فيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1) بهذا الشكل المفاجئ والسريع، وبشكل كارثي، يدل على أن الحرب ضد اليمنيين بيولوجية وجرثومية، ويقول في منشور له على صفحته في «فيسبوك»: يبدو أن الفيروس مستورد وله عدة مصادر تسببت في انتشاره في اليمن، كون اليمن ليست موطناً للخنازير، وليست مستوطنة بهذا الفيروس، كما أنه ليس موسمياً، لأن اليمن ليست بلد منشأ أو مستوطنة من قبل بهذه الفيروسات.
ويضيف جميل: يبدو أن هناك أسباباً متعددة تسببت بانتشار هذا الفيروس الخبيث والمعدي والقاتل بهذا الشكل السريع والمفاجئ.
ويطالب الجهات المختصة بالتحرك الجاد وبصورة عاجلة لتلافي انتشاره ومكافحة مصادره ونشر التوعية الوقائية كي لا تخرج الأمور عن السيطرة وتعم الكارثة في أرجاء اليمن، فالوضع ينبئ عن كارثه خطيرة وقاتلة.