أول رحلة كانت مقررة في 20 أكتوبر الماضي والعدوان تسبب في إلغائها قبل 24 ساعة فقط من انطلاقها
جسر «الصحة العالمية» المقطوع

تحقيق/ #دعاء_القادري  / #لا_ميديا -
«أريد أن أرفع دعوى قضائية على الأطراف التي تؤخر سفر زوجتي للعلاج. 
زوجتي تحتضر، ولم نتمكن من تسفيرها بعد». هذا ما قاله بغضب ويأس عبدالله جازم، بينما كان ينتظر دوره أمام شباك الانتظار في مقر الهيئة الطبية العليا، التابعة لوزارة الصحة، في انتظار استخراج تقرير طبي لزوجته المريضة.
عبدالله أضاف بألم: «بعنا كل ما نملك من أجل علاج زوجتي. ومهما كانت الصعوبات مازلنا هنا في صنعاء ننتظر؛ إما أن تتسهل أمورنا ونسافر عبر المطار، أو سنضطر للسفر براً».

مجاهد بانتظار الأمل 
أمام مقر الهيئة كان ثمة حالات عدة تنتظر دورها، يضاف إليها جرحى الحرب العدوانية على بلادنا، الذين يحتاجون أيضا للعلاج في الخارج.
المجاهد سيف الحرازي فقد إحدى رجليه، وينتظر العلاج بأمل كبير في أن يتمكن من السفر إلى الخارج؛ «لقد وعدونا بأن يتم ذلك في القريب العاجل»، قال المجاهد الجريح.

معاناة مزدوجة
المجاهد سفيان المطري أيضاً مصاب في العمود الفقري، ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية عاجلة. لكن مشكلته مزدوجة؛ فإلى جانب الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على بلادنا، فإن حالته المادية السيئة، وإعاقته التي ألزمته الفراش عاجزا عن المشي تماماً، تفرضان عليه 
حصارا مضاعفا، يقول: «أحتاج إجراء عملية، ولا يوجد لدينا فلوس، أريد علاجاً حتى أستطيع أن أمشي ولو خطوة واحدة».

5 أشهر لجواز سفر
5 شهور ولم يتمكن عبدالعزيز الهمداني من الحصول على جواز سفر؛ «فكيف بالفيزا وهي تحتاج إلى وقت إضافي؟! هذه المعاملات تستغرق أكثر من 6 أشهر، نصف سنة، ومع ذلك، وحتى إن استطاع المريض إنجاز هذه المعاملات، فإنه لا يستطيع أن يسافر إلى الخارج، ولا يوجد دعم طبي وإنساني سريع يهتم بالمرضى اليمنيين، الذين هم تحت الحصار».
وأضاف: «نعاني من تكاليف المعيشة، وتكلفة السفر، وبطء الإجراءات... خسرنا مبالغ طائلة؛ ولكن لا فائدة».

عسى الله أن يجعل لنا مخرجا
شدة الألم كانت أكثر وضوحاً في نبرة صوت فهد الشايف وهو يقول: «أجرى لي الأطباء في المستشفى الجمهوري عمليتين جراحيتين للانزلاق الغضروفي. لكن خرجت المسامير من أماكنها، والآن لا أتحرك إلا بعكازين. ومنذ 8 أشهر أحاول السفر للعلاج في الخارج... ومازلنا ننتظر عسى الله أن يجعل لنا مخرجا. وحسبنا الله ونعم الوكيل».

ماذا يريدون منا؟! أن نموت؟!
نعيم سالم قدم إلى صنعاء من محافظة إب بحثاً عن تقرير طبي. بعد عناء، حصل على التقرير، واضطر للسفر إلى مأرب للحصول على جواز سفر. وهناك «قالوا لنا: ما في جوازات. فرجعنا ننتظر أن يأتي الحل ويتم فتح مطار صنعاء. رغم ذلك فإن هذا كله، وتكاليف السفر والإقامة الباهظة، تهون إذا استطعنا أن نسافر للعلاج في الخارج».
ويرفع نعيم صوته ليضيف متسائلا: «ماذا يريدون منا؟! أن نموت؟!».

كشوفات بالحالات الحرجة
صحيفة «لا» بدورها نقلت تلك المشاهد المأساوية لتضعها على طاولة د. مطهر الدرويش، رئيس اللجنة الطبية العليا ومدير برنامج الجسر الجوي الإنساني، الذي أكد أن اللجنة الطبية العليا تقوم بتجهيز قوائم بالحالات الحرجة للمرضى الذين يتعذر علاجهم في الداخل، وبنفس الوقت يصعب عليهم السفر براً إلى المطارات في محافظات أخرى.
وأشار إلى أن اللجنة تقوم بتجهيز تلك الكشوفات على أمل أن يؤتي التنسيق مع منظمة الصحة العالمية ثماره، «منظمة الصحة العالمية كانت وقعت مع وزارة الصحة العامة والسكان اتفاقاً بموجبه تتكفل المنظمة بإقامة جسر جوي يتضمن رحلات طبية إنسانية لنقل هؤلاء المرضى للعلاج خارج الوطن، بواقع رحلتين في الشهر، عبر مطار صنعاء الدولي».

العدوان ألغى أول رحلة
وأضاف د. الدرويش: «نحن في اللجنة الطبية العليا دورنا هو التنسيق لتنفيذ الجسر الجوي بين المرضى ومنظمة الصحة العالمية، لتحقيق هذا الهدف في ظل العدوان والحصار الشامل على شعبنا، رغم ذلك مايزال تحالف العدوان مستمرا في تعنته وعرقلة تنفيذ الاتفاق».
أولى رحلات الجسر الجوي الإنساني، كان مقرراً لها أن تتم في 20 أكتوبر الماضي. وبعد أن توافد المرضى المستهدفون من مختلف المحافظات، تم إلغاء الرحلة قبل 24 ساعة فقط من انطلاقها، بسبب تعنت تحالف العدوان وإمعانه في ممارساته الإجرامية، بحسب ما كشف عنه الدرويش، الذي أضاف: «حتى اليوم، مايزال بعض أولئك المتوافدين موجودين في فنادق أمانة العاصمة، وحالاتهم الصحية تسوء يوما بعد آخر».